الأسير الفلسطيني ثائر الكريفي (41 عامًا) من مدينة الخليل، لا يزال يقبع في سجن النقب الصحراوي، حيث يواصل معاناته الجسدية والنفسية بسبب الإهمال الطبي المستمر من قبل إدارة السجون، والكريفي معتقل منذ تاريخ 2 يوليو 2006، وهو محكوم بالسجن 21 عامًا.
الوضع الصحي الراهن والإهمال الطبي
في الوقت الحالي، يعاني ثائر الكريفي من حصى في المرارة وأوجاع شديدة مستمرة، إلا أن إدارة السجن ترفض علاجه أو حتى تقديم المسكنات اللازمة لتخفيف آلامه، هذا الإهمال الطبي المستمر قد شكل تهديدًا حقيقيًا لحالته الصحية، في وقت كانت فيه سلطات الاحتلال قد وعدت بالإفراج عنه ضمن صفقة التبادل الأخيرة، إلا أن الكريفي رفض العرض المشروط بالإبعاد إلى غزة، مؤكدًا تمسكه بالبقاء في مسقط رأسه في مدينة الخليل، في موقف وطني شجاع.
رحلة الاعتقال والمعاناة داخل السجون
ثائر الكريفي تم اعتقاله في عام 2006، وواجه رحلة طويلة من المعاناة منذ لحظة اعتقاله، كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منزله في الخليل، ووجهت إليه تهمًا تتعلق بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وبعد الاعتقال، خضع الكريفي لمحاكمات عسكرية قاسية في محكمة "عوفر" العسكرية، حيث أُدين وحكم بالسجن لمدة 21 عامًا.
الحياة اليومية في السجون
الحياة اليومية لثائر داخل السجون لا تختلف كثيرًا عن حياة العديد من الأسرى الفلسطينيين، الذين يواجهون واقعًا صعبًا يتراوح بين قلة الطعام والظروف الصحية المتدهورة، يعاني ثائر من مشكلات صحية مزمنة منذ سنوات، أبرزها حصى في المرارة الذي يعرضه لآلام شديدة، لكنه لم يحصل على العلاج المناسب، حيث ترفض إدارة السجون تقديم العلاج له أو إعطائه المسكنات اللازمة لتخفيف آلامه.
في سجن النقب، حيث يقبع حاليًا، يعيش الكريفي في ظروف صعبة للغاية، حيث يواجه قلة من وسائل الراحة والتهديد المستمر بالعقوبات التأديبية، وتفاصيل الحياة اليومية لأسرى سجن النقب تمثل صورة مصغرة للواقع المأساوي الذي يعاني منه الأسير الفلسطيني، وتضييق الخناق على الأسرى من خلال التفتيشات المستمرة، إضافة إلى التضييق على حقوقهم في التواصل مع العالم الخارجي، يجعل الحياة في السجون أشبه بعقوبات نفسية وجسدية على حد سواء.
موقفه من صفقة التبادل
خلال الفترة الأخيرة، كان من المتوقع أن يتم الإفراج عن ثائر الكريفي ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي شملت عددًا من الأسرى الفلسطينيين، إلا أن الكريفي رفض العرض المشروط بالإبعاد إلى غزة، مؤكدًا تمسكه بحقه في البقاء في وطنه، برغم كل العروض والضغوط التي تعرض لها، وهو ما جعله يكتسب احترامًا واسعًا بين الأسرى والشعب الفلسطيني على حد سواء.
دعوة للتدخل الدولي
في ظل هذه المعاناة المستمرة، يطالب العديد من الناشطين الحقوقيين بتدخل دولي للضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى، بما في ذلك الأسير ثائر الكريفي، ويؤكدون على ضرورة توفير العلاج المناسب للأسرى، خاصةً لأولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل حصى المرارة والأمراض المزمنة الأخرى.
الأسير ثائر الكريفي يدخل عامه الـ18 في الأسر، مثقلًا بوجع الجسد وحرمان الحرية، في ظل صمت دولي قاتل وتجاهل إنساني مستمر.