في إطار عمليات استهداف الأسرى المحررين، ومنهم الأسرى المفرج عنهم من صفقة التبادل الأخيرة، فإن (13) حالة اعتقال سُجلت بين صفوف أسرى محررين، أفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي تمت في شهري كانون الثاني/ وشباط من العام الجاري، بينهم (7) أبقى الاحتلال على اعتقالهم، من بينهم أسيرة.
و(6) محررين من أصل (7) ما زالوا معتقلين، جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ، من بينهم الأسيرة سماح حجاوي من قلقيلية، وكان من أبرز هؤلاء الأسرى، الأسير وائل الجاغوب (48 عاماً) من نابلس، الذي أفرج عنه بعد أن أمضى 23 عاماً، وجرى تحويله للاعتقال الإداريّ لمدة ستة شهور، إضافة إلى الأسرى أحمد خشان من جنين، وأحمد بشار أبو عليا من رام الله، وعبد الرحمن برقان من الخليل، ومعتصم عنتوري من قلقيلية، فيما وجّه الاحتلال لائحة (اتهام) بحق المعتقل رضا عبيد من القدس.
وعمليات استهداف الأسرى المحررين عبر عمليات الاعتقال وتحديداً من خلال سياسة الاعتقال الإداري تحت ذريعة وجود (ملف سري)، شكّلت وما تزال أبرز السّياسات التي انتهجها الاحتلال الإسرائيليّ تاريخياً، سواء من أفرج عنهم خلال صفقات تبادل، أو من أفرج عنهم بعد أن أنهوا مدة اعتقالهم، ولم يكتف الاحتلال على مدار عقود من الزمن من ابتكار أدوات، وسياسات، وقوانين، ومشاريع قوانين، وأوامر عسكرية، من أجل ملاحقتهم، واستهدافهم بطرق مختلفة والتي لا تقتصر على عمليات الاعتقال، بل وصلت إلى عمليات الإرهاب المنظم التي طالت كذلك عائلاتهم، وذلك من خلال جملة من التهديدات غير المنتهية، إلى جانب سرقة ومصادرة أموال، وسيارات ومصاغ ذهب، واعتقال أفراداً من عائلاتهم، وقد تصاعدت هذه السياسات بعد الإبادة بشكل – غير مسبوق، حيث يشكّل الأسرى السابقين والمحررين، النسبة الأكبر من الفئات المستهدفة يومياً عبر حملات الاعتقال.
والاحتلال يواصل التوسيع من دائرة استخدام سياسة الاعتقال الإداريّ، إلى مستوى لا يمكن مقارنته بأي مرحلة تاريخية أخرى، حيث وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية شهر أيار/ مايو (3577) معتقلاً إداريًا بينهم أكثر من (100) طفل، و(7) من النساء، لتشكل نسبة المعتقلين الإداريين هي الأعلى ما بين أعداد الأسرى الموقوفين، وأعداد الأسرى المحكومين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.
وتأتي إعادة عمليات الاعتقال هذه، كامتداد لإعادة اعتقال نحو (30) محرراً ومحررة من دفعات التبادل التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أفرج عن عدد منهم فيما أبقى على اعتقال آخرين.
وأبرز القضايا التاريخية التي فرضت نفسها، وعكست مستوى ملاحقة الاحتلال وأجهزته للأسرى المحررين من الصفقات، هو ما جرى مع العشرات من محرري صفقة (وفاء الأحرار) من إعادة اعتقال لهم وإعادة الأحكام السابقة لهم، تحت ذريعة وجود (ملف سري).
علماً أنّ المعتقلين الإداريين، وكما كافة الأسرى يواجهون جرائم ممنهجة، منها التعذيب، والتجويع، والجرائم الطبيّة، وعمليات سلب وحرمان غير مسبوقة، أدت إلى استشهاد (8) معتقلين إداريين، من بين (69) أسيرا ومعتقلا على الأقل استشهدوا بعد الإبادة.
يذكر أنّ عدد الأسرى بلغ حتى بداية شهر أيار/ مايو الجاري أكثر من عشرة آلاف و(100)، وهذا المعطى لا يشمل أعداد الأسرى والمعتقلين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما يبلغ عدد الأسيرات (37)، وعدد الأطفال الأسرى أكثر من (400)، وعدد المعتقلين الإداريين (3577)، ومن تصنفهم إدارة السّجون (بالمقاتلين غير الشرعيين)، (1846).