تغيب ضحكات بعض الأماكن بغياب أصحابها، علاماتٌ فارقة يعتقلها الاحتلال رفقة الأسير في كل مرة، لا تتمثل باعتقال شخصه فحسب، بل بسلب ذكرياته من أماكن تجمع محبيه، وبسرقة لحظات عائلته رفقته، وبمصادرة سنوات الحرية التي يمضيها باحثاً عن علاجٍ طبيٍ لأمراضٍ أورثته إياها أبواب السجون ومراكز التحقيق وإضراباتٌ عن الطعام وضربٌ وتنكيل لا يعرف أحدٌ تفاصيله إلا منه.
الأسير فادي زهير أبو عطية(43عاماً) سكان مخيم الأمعري، قضاء مدينة رام الله، الإنسان الغائب الحاضر المحبوب والاجتماعي الغائب الحضر في ذهن أبناء بلده وعائلته، رغم اعتقالاته المتكررة وسنوات عمره الطويلة المسلوبة التي قضاها داخل سجون الاحتلال بكل تفاصيلها المريرة، التي حتى اليوم لم يكتب له بعد الخلاص الأبدي منها ومن عذابات السجون وقهره.
مكتب إعلام الأسرى تحدث لشقيقة الأسير أبو عطية، للوقوف على تفاصيل وظروف اعتقاله الحالي وأخباره الصحية، ولمعرفة تاريخ اعتقالاته في سجون الاحتلال، ولمعرفة الإنسان الذي يحمل قصة سنواتٍ اعتقالية لم تكن سهلةً أبداً.
تقول شقيقة الأسير أبو عطية" اعتقل الاحتلال شقيقي بتاريخ 11/2/2025، كان في طريق عودته من مراجعة طبية، وتعرض للضرب الشديد عند اعتقاله من على حاجزٍ عسكريٍ للاحتلال، وجرى نقله لاحقاً إلى معسكر تحقيق قريب من مكان اعتقاله تعرض فيه للشبح لما يزيد عن 32 ساعة في أجواء باردة".
الاحتلال لاحقاً حول الأسير أبو عطية بعد ساعات البرد التي أنهكت جسده إلى مركز تحقيق المسكوبية، وهناك تم الاعتداء عليه كذلك بطريقة وحشية، رغم أن الوضع الصحي للأسير أبو عطية لا يحتمل برداً ولا ضرباً ولا تنكيل.
للأسير أبو عطية تاريخ طويل مع الاعتقالات فعام 2018، نال حريته عقب 13 عاماً أمضاها في السجون، وتكرر اعتقاله عام 2022، وفي هذه المرة خاض اعتقالاً إدارياً متجدداً ليمضي عامين متواصلين تحت حكم الاعتقال الإداري، قبل أن ينال حريته بتاريخ 26/12/2024، حي لا يفصله عن اعتقاله هذا واعتقاله الحالي سوى ما يقارب ال40 يوماً.
الأسير أبو عطية وعام 2017 في اعتقاله الأول عاني من ملف طبي صعب، تؤكد شقيقته بأنه خاض إضراباً عن الطعام لمدة 41يوماً خلال إضراب الكرامة، وعلى إثر هذا الإضراب حصلت له غيبوبة أدت لحدوث مشاكل وتفاعلات في دماغه، وعقب ذلك اليوم أصبح لزاماً عليه أن يتناول أدوية يومية لقاء آلامه، إضافة إلى متابع صحية والتي لا تتوفر في السجون في اعتقاله الحالي.
اليوم لا تعلم عائلته الشيء الكير عن وضعه الصحي، وتؤكد بأن اعتقاله وحرمانه من العلاج يؤثر بشكلٍ كبير على ظروفه الصحية، تقول شقيقته" اليوم لا نعلم أخباراً عن فادي، لا يوجد زيارات محامين، وكل ما نعرفه هو أنه خسر ما يقارب النصف من وزنه منذ اعتقاله".
الاحتلال أصدر بحق الأسير أبو عطية في اعتقاله الحالي أمراً إدارياً مدته 6 أشهر، وعقب انتهاء مدته سارع إلى تجديده مرة ثانية مدة 6 أشهر أيضاً، وهو يقبع في سجن نفحة، وتشير شقيقته إلى أن أخباره معدومة تماماً منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، وزيارات المحامين له مقطوعة وما يصلهم من أخبار يصل عن طريق أسرى محررين وحتى هذه الأخبار شبه منقطعة، واليوم تنتظر عائلته بفارغ الصبر أي خيط يصلهم ليخفف من قلقهم عليه وعلى أوضاعه الصحية والاعتقالية.