تدهور خطير في صحة الأسير محمد جمال النتشة.. والإهمال الطبي سياسة موت بطيء في سجون الاحتلال
تقرير/ إعلام الأسرى

كشف عدد من الأسرى المحررين المفرج عنهم خلال صفقة التبادل الأخيرة بين الاحتلال والمقاومة، عن تدهورٍ خطير في الحالة الصحية للأسير القيادي الشيخ محمد جمال النتشة (72 عامًا) من مدينة الخليل، مؤكدين أنه فاقد للذاكرة ويعاني من وضعٍ صحيٍّ حرج داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل إهمالٍ طبيٍّ متعمّد ورفضٍ لنقله إلى المستشفى أو تقديم العلاج اللازم له.

وأوضح الأسرى أن الشيخ النتشة، الذي تجاوز السبعين من عمره، يعاني من أمراضٍ مزمنة وضعفٍ في الإدراك، إلى جانب إرهاقٍ جسديٍّ شديد نتيجة سنوات الاعتقال الطويلة وسوء ظروف الاحتجاز، مشيرين إلى أن حالته تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ما يستدعي تدخلًا طبيًا وإنسانيًا عاجلًا لإنقاذ حياته.

سياسة الإهمال الطبي الممنهجة

ويؤكد مختصون في شؤون الأسرى أن ما يتعرض له الشيخ النتشة ليس حالة فردية، بل جزء من سياسة الإهمال الطبي الممنهج التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى المرضى، عبر التقاعس عن تقديم العلاج وحرمانهم من الرعاية الصحية الأساسية، في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن أكثر من 700 أسير يعانون أمراضًا مزمنة داخل سجون الاحتلال، بينهم نحو 200 أسير بحاجةٍ إلى تدخل طبي عاجل، وسط ما يُعرف بسياسة “الإعدام البطيء” التي أودت بحياة عشرات الأسرى خلال السنوات الماضية، وآخرهم الأسير محمود طلال عبد الله الذي استُشهد مؤخرًا بعد معاناة طويلة مع المرض والإهمال الطبي.

مخالفة صريحة للقانون الدولي

وتنص المادتان (91) و(92) من اتفاقية جنيف الرابعة على التزام سلطات الاحتلال بتوفير الرعاية الطبية اللازمة للأسرى ونقل الحالات الخطيرة إلى مرافق علاجية مناسبة، غير أن الاحتلال يواصل تجاهل هذه الالتزامات، متّبعًا سياسة الإهمال كوسيلة عقاب جماعي تستهدف خصوصًا كبار السن والقيادات الوطنية.

سيرة نضالية حافلة

يُعدّ الشيخ محمد جمال النتشة من أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخليل، ومن الشخصيات الوطنية التي كرّست حياتها للعمل الدعوي والاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

اعتُقل عشرات المرات منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقضى ما مجموعه نحو 23 عامًا في سجون الاحتلال، معظمها تحت الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وظلّ صوتًا ثابتًا في الدفاع عن الأسرى والقيم الوطنية داخل السجون وخارجها.

دعوات لإنقاذ حياته

وطالب الأسرى المحررون والمؤسسات الحقوقية بضرورة التحرك الفوري والضغط على الاحتلال لضمان حصول الشيخ النتشة على الرعاية الطبية العاجلة، محمّلين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

ويؤكد مراقبون أن تدهور الحالة الصحية للشيخ النتشة ليس حادثة عابرة، بل شاهد جديد على جريمة الإهمال الطبي الممنهج التي تُمارس بحق الأسرى الفلسطينيين، في ظل صمتٍ دوليٍّ مريب يكرّس معاناةً متواصلة خلف القضبان دون رقيبٍ أو حساب.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020