في زنازين العزل : الأسير القائد محمد عرمان بين التجويع والتعذيب

يتعرض القائد الأسير محمد عرمان أحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة الفلسطينية لانتهاكات متواصلة داخل العزل الانفرادي في سجن مجدو، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والإهمال الطبي المتعمد، والتجويع، وسط صمت دولي مستمر في وقت تزداد فيه المخاوف على حياته مع تدهور وضعه الصحي بشكل خطير.

من هو القائد الأسير محمد عرمان؟

الأسير القائد محمد عرمان من بلدة خربثا المصباح غرب رام الله، اعتقله الاحتلال في 18 أغسطس/آب 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 36 مرة، بعد اتهامه بالانتماء لكتائب القسام وقيادة خلية نفّذت عمليات نوعية. التحق عرمان بصفوف المقاومة مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أواخر عام 2001 حيث بدأ العمل إلى جانب القائدين إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، وشارك في تشكيل خلية وصفها الاحتلال بأنها الأخطر على أمنه. تميز بدوره في الإشراف على تدريب طاقم هندسي ميداني، وكانت خلية سلوان القسامية إحدى أبرز تشكيلاته، ونُسبت إليها عمليات استشهادية بارزة أبرزها "موممنت"، و"ريشون لتسيون"  بالإضافة إلى عملية الجامعة العبرية، وتفجير سكة قطار "تل أبيب".

عزل قاسٍ وضرب ممنهج  

منذ نقله إلى العزل الانفرادي في سجن مجدو، يتعرض الأسير القائد محمد عرمان لاعتداءات جسدية  تنفذها وحدات القمع الإسرائيلية، في مشهد يعكس نهجا انتقاميا منظما يستهدف كسر إرادته وتهشيم كرامته الإنسانية.

يتعرض الأسرى المعزولون في سجون الاحتلال لاقتحامات متكررة تنفذها وحدات القمع، حيث تقتحم الزنازين بشكل عنيف، وينهال على الأسرى بالضرب المبرح بعد تقييد أيديهم وأرجلهم، كما تستخدم الكلاب البوليسية لترهيبهم جسديا ونفسيا في مشهد ممنهج من التعذيب والإذلال.

سياسة تجويع ممنهجة وتدهور صحي  

يُخضع الاحتلال القائد عرمان لسياسة تجويع قاسية، إذ يقدم له طعام قليل ورديء لا يكفي لسد رمق إنسان، ولا يتناسب مع حالته الصحية، ما أدى إلى انخفاض وزنه إلى نحو 65 كيلوغراما فقط، وهو انخفاض مقلق يعكس آثار الإهمال والتجويع المتعمد.

دعوة عاجلة لتحرك دولي

ما يتعرض له القائد محمد عرمان هو محاولة اغتيال بطيئة في العزل، وهو اليوم يقف بين الحياة والموت، يصارع الجوع ويقاوم الألم، وتنازعه الوحدة في زنزانة ضيقة.

وإذ ندق ناقوس الخطر الشديد، نحذّر من أن الانتهاكات المروّعة التي ترتكب بحق قادة الحركة الأسيرة ستؤدي إلى طريق معلوم المصير قد يصل لاستشهادهم في أية لحظة.

نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة القادة الأسرى، ونؤكد أن ما يُرتكب بحقهم من تعذيب وتنكيل هو جريمة حرب مكتملة الأركان سيسجلها التاريخ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي المتواطئ بالصمت.

وندعو المؤسسات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحرك العاجل والفوري قبل أن يفقد أحد الأسرى حياته ويدفن في مقابر الأرقام.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020