داخل جدران سجن "الدامون" الإسرائيلي تحاصر الأسيرات الفلسطينيات في واقع قاس لا يشبه إلا أشد أنواع القمع والاضطهاد، حيث تتضافر قسوة السجان مع ظروف اعتقال لا إنسانية تجعل من كل يوم معركة صمود جديدة.
تتعرض الأسيرات لسلسلة من الانتهاكات المنظمة والمستمرة تبدأ من التجويع ولا تنتهي عند الإذلال والتفتيش العاري.
الطعام: أقل من الحد الأدنى للبقاء
تعاني الأسيرات من نقص حاد في الطعام من حيث الكمية والنوعية. الوجبات المقدمة لا تكفي لسد الرمق، وهي غالبا غير صالحة للاستهلاك ما يفاقم من معاناة الأسيرات ويفتح الباب أمام انتشار الأمراض داخل الأقسام.
المرض ينتشر.. ولا علاج
مع شح الطعام وتردي النظافة العامة تنتشر الأمراض بين الأسيرات في ظل غياب شبه تام للرعاية الصحية. الحالات المرضية تهمل عمدا وتحرم المريضات من الدواء والعلاج ما يهدد حياتهن ويحول السجن إلى مقبرة بطيئة.
قمع مستمر بلا مبرر
تتعرض غرف الأسيرات لاقتحامات متكررة تكون عنيفة ومفاجئة، وغالبا دون سبب، تتم عمليات التفتيش بأسلوب ترهيبي حيث يُقمع أي احتجاج أو اعتراض بالعزل أو الضرب أو المصادرة.
إهانات جسدية ونفسية
تشكو الأسيرات من تعامل مذل أثناء إخراجهن من الغرف للتفتيش أو النقل، حيث يجبرن على الانحناء حتى تلامس رؤوسهن الأرض، ويوضعن في "الكلبشات" الحديدية بشكل قاس ومتعمد.
تقول إحدى الأسيرات: "نسحب كأننا لسنا بشرا مجرد أجساد مقيدة تساق نحو الإذلال"
تفتيش عار وسياسة إذلال ممنهجة
واحدة من أبشع الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات هي عمليات التفتيش العاري التي تجرى في أغلب الأحيان تحت ذريعة الأمن. هذه الممارسة لا تخلف فقط أثرا جسديل، إنما جرحا نفسيا عميقا يضاف إلى تراكمات القهر اليومي.
الملابس شحيحة والاحتياجات الأساسية مفقودة
تعاني الأسيرات من نقص حاد في الملابس خاصة مع منع إدخالها من الأهل بعد 7 أكتوبر. كما تمنع مواد النظافة في كثير من الأحيان ما يزيد من مشقة الحياة اليومية.
إن ما يجري في سجن "الدامون" من انتهاكات ممنهجة بحق الأسيرات الفلسطينيات هو جريمة إنسانية وأخلاقية تعكس سياسة الاحتلال القائمة على إذلال الأسيرات وكسر إرادتهن.
ورغم ذلك تواصل الأسيرات صمودهن في وجه القمع والتجويع والإهانة، ويصررن على رفع الصوت وكشف الحقيقة مهما اشتدّ الظلم.
طالب مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وإرسال لجان تقصّي حقائق إلى السجن والضغط على الاحتلال لتحسين ظروف الاعتقال، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للأسيرات.
كما يناشد المكتب كافة الجهات الإعلامية والمؤسسات النسوية والحقوقية بتكثيف التغطية والتضامن مع الأسيرات في سجون الاحتلال، وتسليط الضوء على ما يتعرضن له من قمع وتجويع وتفتيش عارٍ حتى لا تبقى معاناتهن طيّ الإهمال والنسيان.