أعلنت مؤسسات الأسرى، اليوم الخميس، عن استشهاد المعتقل عمرو حاتم عودة (33 عاماً) من قطاع غزة، وذلك استناداً إلى رد رسمي وصل من جيش الاحتلال، أكد استشهاده بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 2023 داخل معسكر "سديه تيمان"، الذي تحوّل إلى مركز رئيسي لانتهاكات بشعة بحق معتقلي غزة بعد الإبادة الجماعية.
ووفق البيان، فإن الشهيد عودة اعتُقل برفقة أفراد من عائلته بتاريخ 7/12/2023 من منزلهم، مع بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة. ويُذكر أن الشهيد كان متزوجاً وأباً لثلاثة أطفال.
وأكدت المؤسسات أن عدد شهداء الحركة الأسيرة بعد الإبادة ارتفع إلى 70 شهيداً على الأقل، من بينهم 44 معتقلاً من غزة جرى توثيق هوياتهم، فيما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 307 شهداء موثقين بالاسم، لتكون هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الأسر الفلسطيني.
ونوّهت المؤسسات إلى أن الروايات التي تصلهم بشأن استشهاد المعتقلين لا تزال تستند إلى إفادات جيش الاحتلال فقط، في ظل استمرار احتجاز الجثامين، وغياب أي شفافية حول ظروف الاستشهاد. وسبق أن قدّمت المؤسسات التماسات لمحاكم الاحتلال الإسرائيلية في محاولة لكشف مصير بعض المعتقلين.
كما شددت على أن جرائم التعذيب كانت السبب الأبرز في استشهاد الغالبية العظمى من المعتقلين بعد الإبادة، إلى جانب جرائم الإهمال الطبي، والتجويع المتعمد، والاعتداءات الجنسية. وأكدا أن شهادات معتقلي غزة المحررين التي وثقتها المؤسسات، تشكل دليلاً دامغاً على حجم الفظائع المرتكبة، وهي من أكثر الشهادات قسوة منذ بداية الاحتلال.
وجاء في البيان: "استشهاد عمرو عودة يضاف إلى سجل جرائم الاحتلال المنظمة بحق الأسرى، والتي تهدف إلى القتل البطيء والمباشر، ما يجعل من هذه الجرائم امتداداً واضحاً لسياسة الإبادة الجماعية التي ما زالت مستمرة."
وحذّرت من أن استمرار احتجاز الآلاف من المعتقلين في ظروف بالغة القسوة، يعني أن عدد الشهداء مرشّح للارتفاع، خاصة مع تصاعد استخدام أساليب ممنهجة تشمل التعذيب، والتجويع، والحرمان من العلاج، ونشر الأمراض بين الأسرى، أبرزها مرض الجرب (السكايبيس)، في ظل انعدام أي حماية قانونية أو صحية لهم.
وحملت المؤسسات سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقلين، مجددة مطالبتها بفتح تحقيق دولي عاجل ومحايد في ظروف استشهاد العشرات منذ بدء الإبادة الجماعية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد على فرض العقوبات وعزل إسرائيل دوليًا.
واختُتم البيان بالإشارة إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال تجاوز 10,100 أسير حتى بداية أيار/ مايو، بينهم 39 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، و3577 معتقلاً إدارياً، و1846 معتقلاً من غزة صنّفهم الاحتلال كمقاتلين "غير شرعيين"، بينما لا تشمل هذه الإحصائية معتقلي غزة المحتجزين في معسكرات الجيش.