أجساد مقرورة وعالم أصم : الأسرى الفلسطينيون بين قسوة السجن وانتظار الحرية
تقرير/ إعلام الأسرى

خلف الزنازين حيث يعلو صوت الصمت وتغيب الشمس عن الوجوه، يعيش آلاف الأسرى الفلسطينيين واقعا لا يشبه الحياة. أجسادهم مقرورة من البرد وأحلامهم محاصرة بجدران عازلة وعالم يتفرج بصمت أصم، لا يسمع أنينهم، ولا يرى وجعهم.

يقبع أكثر من 10100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظروف تنتهك كل المواثيق الدولية.  

ومن بينهم 400 طفل، ونحو 39 أسيرة يعيشون تفاصيل يومية من الحرمان والقهر. لا تتوقف الانتهاكات عند لحظة الاعتقال، بل تبدأ معها رحلة طويلة من الإذلال، التعذيب، والعزل.

الأسيرات: نساء بين القيد والعزلة

الأسيرات الفلسطينيات يحتجزن في ظروف تفتقر للحد الأدنى من الرعاية في زنازين ضيقة تفتقر للنظافة مع تقييد دائم للحركة والخصوصية. بينهن جريحات ومريضات، وأمهات محرومات من رؤية أطفالهن. لا علاج يقدم كما يجب ولا حقوق تصان، ومع ذلك، يُقاومن القهر بالصمود.

الأطفال الأسرى: طفولة تسلب قبل أن تنضج ومئات الأطفال الفلسطينيين اعتقلوا منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر، بعضهم لم يتجاوز سن العاشرة. يحتجزون في مراكز تحقيق تمارس فيها أساليب الترهيب، ويحرمون من التعليم والرعاية، طفولة كاملة تسحب قسرا، ويزرع مكانها الخوف والأسى.

الانتظار: صبر أمهات وزوجات وأبناء

وراء كل أسير عائلة تذوق مرارة الفقد كل يوم.

أم لا تنام قبل أن تقبل صورة ابنها، زوجة تربي أبناءها وحيدة، وأطفال يكبرون على صورة والد لا يعرفون صوت ضحكته. الألم لا يهدأ لكنه لا يلغي الأمل. فالمحبة التي يحملها هؤلاء لعائلاتهم تحوّل الوجع إلى دافع للاستمرار.

وجوه بلا ضوء، قصص لا تروى

في كل زنزانة قصة إنسان.

قصة شاب كسرت أضلاعه تحت سياط التحقيق، أم لا تعلم إن كان ابنها حيًا أم صار رقما، وطفل استيقظ على صفعة السجّان بدل حضن أمه.

هؤلاء ليسوا أرقاما، هم أرواح تكسر كل يوم ومع ذلك، ترفض أن تنكسر.

الأمل: ما لا يستطيع السجّان مصادرته رغم القيد والعزل والظلام، يبقى الأمل حيا في قلوب الأسرى. في رسائلهم، في نظراتهم، في كلماتهم الصغيرة التي تهرّبها العائلات من خلف القضبان، يتجلى الإيمان بأن الحرية قادمة. الأم تنتظر، الطفل يحلم، والأسير يكتب: "سنخرج يوما، وسنعيش كما يليق بنا".

إن سكوت العالم ليس حيادا، إنما شراكة في الجريمة، كل كلمة تضامن، كل حملة، كل صوت يطالب بالحرية هو بمثابة شمعة تُضيء الطريق نحو فجر لا بدّ أن يأتي.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020