من رحم العتمة تولد مودة : سعيد الحثناوي يرزق بطفلته الثانية عبر نطفة محررة من خلف القضبان
تقرير/ إعلام الأسرى

في مواجهة صارخة مع السجان، وضمن معركة مستمرة لصناعة الحياة من قلب العدم، يواصل الأسرى الفلسطينيون كسر القيد بعزيمة لا تلين، ويبدعون في نقل الحياة من زنازين الموت إلى حضن الوطن، عبر "سفراء الحرية" الذين يولدون من نطفٍ محرّرة، تُهرّب خلسة من بين جدران السجن وأسلاك القيد.

لقد دوّى صوت الحياة من جديد، حين رزق الأسير سعيد علي صالح الحثناوي (45 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، بطفلته الثانية التي أسماها "مودة"، بعدما وضعتها زوجته في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، عبر نطفة مهربة من داخل الأسر، في واحدة من أبهى صور التحدي للمنظومة الأمنية الصهيونية المشددة.

وكان الحثناوي قد رزق العام الماضي بطفلته البكر "مليكة"، وهو الذي تزوّج قبل عامين وهو في الأسر، رغم أنه معتقل منذ عام 2006 ويقضي حكمًا بالسجن لمدة 35 عاما. وقد حرم خلال هذه السنوات من وداع والديه وشقيقه الذين فقدهم واحدا تلو الآخر دون أن يتمكن من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.

وأكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن ولادة الطفلة "مودة" رفعت عدد أطفال "سفراء الحرية" إلى 121 طفلا، أنجبهم 78 أسيرا عبر النطف المهربة، بينهم 58 أسيرا من الضفة الغربية، و13 من قطاع غزة، و6 من القدس، إلى جانب أسير واحد من الداخل المحتل، هو الشهيد وليد دقة، الذي ارتقى العام الماضي بعد أن أنجب طفلته الوحيدة "ميلاد" بالنطف المحررة.

وشدد المركز على أن الاحتلال يفرض عقوبات صارمة بحق الأسرى الذين يثبت ضلوعهم في تهريب النطف، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة هذا المسار، في تعبير واضح عن استمرار صراع الإرادة والبقاء داخل السجون، وتحقيق انتصارات صغيرة لكنها عميقة، تؤكد أن القيد لا يقتل الحلم، وأن الزنزانة لا توقف نبض الحياة.

هكذا يواصل الأسرى الفلسطينيون كتابة ملحمة الوجود في وجه الغياب، وتسطير فصول جديدة من الحياة في وجه العدم. فحين تعجز الزنازين عن احتجاز الحياة، تولد "مودة" لتكون برهانا جديدا على أن الحرية تبدأ من داخل القيد.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020