الأسيرة أماني النجار: صمود امرأة تعلم خلف القضبان
تقرير/ إعلام الأسرى

من بلدة يطا إلى سجون الاحتلال، انتزعت الأسيرة أماني محمود رضوان النجار المعلمة وأم لخمسة من تفاصيلها اليومية لتصبح أول امرأة تعتقل من مخيم الفوار جنوب الخليل مواليد عام 1984، خريجة اللغة الإنجليزية من جامعة الخليل، ومعلمة في مدرسة حمد الله الخطيب الأساسية أجبرت على ترك طلابها وأولادها سلسبيل، محمد، محمود، حمزة، ورهف، لتدخل رحلة اعتقال قاسية بدأت في 26 شباط/فبراير 2025.

أُخذت من حاجز "زيف" العسكري إلى كريات أربع ومنها إلى المسكوبية حيث قضت 22 يوما، تلتها ليلة في الشارون قبل أن تنقل إلى سجن الدامون لتواجه هناك ما لا يمكن وصفه سوى بأنه حياة خارج معايير الآدمية.

في سجن  الدامون حيث تقبع الآن في غرفة رقم 4 برفقة عدد من الأسيرات أبرزهن سامية جواعدة، شاتيلا، إباء الأغبر، ميسون مشارقة وولاء الحوتري، تفشى مرض جلدي معدٍ  قالت عنه إنه "وباء منتشر"  ترك بقعا وآثارا واضحة على أجسادهن، بسبب سوء التهوية، وانغلاق الشبابيك (الأشنابات)، وغياب النظافة والدواء.  

اليدان مكبلتان معظم الوقت، والفورة  التي يفترض أن تكون لحظة تنفس  صارت موعدا سريعا يوزع فيه الطعام والعلاج والدخول للحمام ثم العودة فورا مكبلات.

عن الطعام تقول بمرارة: "الأكل من 4 أيام مخسوف خسف  اليوم نص معلقة لبنة لكل صبية"، تعبير يلخص حجم الإهمال المتعمد والتجويع الممنهج.

ورغم هذا الظلام لا تزال الكلمات التي وصلت إليها من عائلتها تبث فيها بعض دفء زوجها زرع لها شتلة ياسمين تماما كما طلبت، وأختها ناريمان التي تراها "أما لا أختا"، أرسلت لها ما يربت على القلب.  

أما هي فحرصت على توجيه التحية والرضا لوالديها وسلامها لكل شقيقاتها وزوجات إخوانها مؤكدة أن البيت سيبقى مفتوحا للجميع، "موجودة ولا مش موجودة".

وحين تحدثت عن أولادها، فعلت كأم تحفظ ملامحهم عن ظهر قلب: سلسبيل وردة الدار وركن البيت محمد صاحب الذوق والإبداع محمود نجم المدرسة ونهفات الصف

حمزة الصاجي الصغير الذي ما زالت تتوق لرائحة طبخه

ورهف التي تتمنى أن تكون كأمها فعلا.

وفي الوقت الذي كانت إدارة سجن الدامون تكدس الأسيرات في غرف مكتظة بعد سحب ثلاث غرف لصالح سجينات جنائيات يهوديات، لم تنس أماني أن ترسل سلاما دافئا إلى الأسيرات الأخريات فداء عساف، سيرين، وانتصار ولا إلى من تعتبره "جمل ياما حمل" زوجها، الذي اختصته بتحية تقول كل ما تعجز الكلمات عن قوله: "البعد بقرّب".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020