الأسيرة فاطمة عبد الفتاح منصور من مواليد 24 كانون الأول/ ديسمبر 1984، تنحدر من قرية بدّو شمال غرب القدس المحتلة وهي أم لسبعة أبناء يشكلون عالمها الخاص الذي لا يفارق نبض قلبها وحديثها، رغم زنازين القيد والبعد.
اعتقلت فاطمة في ساعات الليل من يوم 29 نيسان 2025، واقتيدت إلى سجون الاحتلال في ظروف صعبة، تنقلت خلالها بين عدة مراكز اعتقال وتحقيق: من الكرفانات إلى مركز أريئيل، ثم أربع ليالٍ في سجن "هشارون" إحداها برفقة الأسيرتين ماسة وشيماء، إلى أن نقلت إلى سجن الدامون، حيث تقبع اليوم في غرفة رقم 6 برفقة الأسيرتين بنان أبو الهيجا وشهد حسن.
فاطمة، خريجة جامعية في تخصص "أمن معلوماتي"، تعرف بين رفيقاتها بلقب "أم أنصار"، وهو اسم ابنتها الكبرى التي تعتز بها، كما بكل أبنائها وبناتها، فتستذكرهم واحدا واحدا، بكلمات تنضح حبا وشوقا. تقول عن أنصار: "أوّل عطاء ربي"، وتهدي تهنئة من القلب لابنتها سميرة التي تم عقد قرانها يوم 28 أيار: "يا قطعة روحي ألف مبروك".
تحدثت بحرقة عن طفلها الوحيد محمد، واصفة إياه بـ"اليد الحانية التي تربت على رحمها"، ولم تنس سوار، التي قالت لها يوما وهي في عمر 11 سنة: "إن الله يبتلينا، فإن علمنا الحكمة نشكر، وإن لم نعلمها نصير". بقيت هذه الكلمات زادها في محنتها.
أما فلسطين، فتراها "وطنا وعالما"، وتنتظر منها أن تحفظ قصيدة لتلقيها في يوم الفرج. ثم تختم بقلب يتفطّر شوقا إلى جولان ووتين، صغيرتيها: "لا يسع حدّد شوقي أقطار السماوات والأرض لكما أحلم بلحظة عناقكما".
رغم الألم، لم تخل كلمات فاطمة من دفء الأمومة، حين قالت والدموع تملأ عينيها:
"بشوف أنصار بمنامي، وأختها وتين بحضنها مع طقم صلاة، حاملتها، قلتلها تعالي أحضنكن، والضابط ما خلاني وبكيت كثير."
تعاني فاطمة من أوضاع صحية صعبة، حيث ذكرت أن التحسس الجلدي وظهور الحبوب في مختلف أنحاء الجسد يُسبب لها ولباقي الأسيرات مضايقات كبيرة، وسط بيئة قاسية ومليئة بالمضايقات مع نقص شديد في الملابس والخصوصيّة، وقد خسرت ما يقارب 8 كغم من وزنها، قائلة بابتسامة ممزوجة بالوجع: "كرمل 49 كيلو مع الكلبشات".
رغم المعاناة نقلت فاطمة تحياتها الحارة واشتياقها الكبير إلى زوجها وقالت بدعاء صادق: "مشتاقة لزوجي الله يفتحها بوجهه دمت الصدر الحامي لي ولأبنائي"
كما أوصت بإيصال رسائل وسلامات إلى ذوي الأسيرات: بنان، شهد، حنين جابر، فداء، سماح صوف، زهراء، كرم موسى، كرمل، رماء، إسلام، وأبدت سعادتها بما حدث في جلسة محكمة الأسيرة إسلام إذ شاهدت صور أبنائها، وأدت ركعتين شكرًطا لله.
أعربت عن فرحتها الكبيرة بأن أبناءها يحفظون القرآن وسلمت بحرارة على والدَيها، وإخوتها وأخواتها، وحماتها وأبناء العائلة جميعا، مؤكدة أن قلبها لا يزال نابضا بالحياة والصبر.