الأسيرة سماح الحجاوي : رسالة من الدامون "صرت عيوطة"
تقرير/ إعلام الأسرى

من قلب سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب خرج صوت مرتجف، صوت الأسيرة سماح بلال صوف الحجاوي (مواليد ١٨/ ٨ /١٩٩٩)  من مدينة قلقيلية، ليحكي حكاية قهر جديد ويفتح نافذة على معاناة لا تزال تتكرر وإن تغيرت الوجوه والسجون.

في زيارتها الأخيرة انهارت سماح بالبكاء إنها دموع الفرح ، بكت حين وصلها خبر أن عبود شقيقها، بات حرا. قالت وهي تبتسم بين دموعها: "عبود بألف خير صحته منيحة، وفرحان ومش مصدق إنه حر… يوم استقباله كان كلشي بأحسن ما يكون".

ثم أضافت بحنين يكاد يسمع فيه نبض قلبها: "بسلم عليك، وبحكيلك ديري بالك على حالك، وتقلقيش، الحرية قريبة". تلك الكلمات وحدها، كافية لتهز جدران السجن.

هذه هي المرة الثالثة التي تعتقل فيها سماح. لكنها تقول بوضوح: "هاي أصعب حبسة ملحقتش أعيش جو الحرية من الترويحة السابقة". كانت قد تحررت بصفقة طوفان الأحرار لكن كذبة نيسان لم تمر عليها.  

في فجر الأول من أبريل 2025، اقتحم الاحتلال منزلها بأكثر من 70 جنديا وجندية. "فكرتهم داخلين لجارنا بالغلط ما توقعت إنهم إلي". أخذوها مع والدها بحجة البحث عن هاتف كأداة ضغط لا أكثر.

قضت أربعة أيام في معسكر قلقيلية ثم نقلت إلى الشارون ليوم وليلة برفقة الأسيرة فاطمة جسراوي قبل أن تحتجز في سجن الدامون حيث تقبع حاليا في الغرفة رقم 10 مع عدد من الأسيرات منهن بشرى قواريق، تسنيم عودة، كرمل الخواجا ، ماسة غزال، وشهد دراوشة.  

تستفسر بلهفة عن أخت تسنيم: "هل خلفت أختي سجود؟"، وتضحك وهي تروي عن كرمل: " وزنها 49 كيلو مع الكلبشات".

لكن خلف تلك الابتسامات المتعبة، وجع ثقيل "الوضع في الدامون سيئ كثيرة ووصل إلى أسوأ مرحلة"، تقولها بصوت منخفض، كأنها تخشى أن يسمعها السجان. تحدثت عن القمع والعزل والشتائم والمسبات المستمرة "بهددوني بالعزل والغاز وكل شوي بيقولولي: طلعتِ بسبب حماس وهيك رجعتي".

رغم ذلك ما زالت روحها تتشبث بالحياة، بالناس، بالرسائل.

طلبت إيصال سلامها لعدد من الأسيرات: انتصار، سيرين "سلمي ع مديرتي… هل برجعوني ع الدوام؟ ولا لسه بإجازة؟"، ميسون "جوزي ما يدفع الكفالة، مروحات" ،إيمان شوامرة "بدي يوسف يستقبلني على أحسن طراز" .

وفي لحظة اعتراف نادرة قالت سماح: "صرت عيوطة لما جبتلي خبر ترويحة أخوي أول مرة بعيط من يوم الحبسة".

لكنها أردفت بابتسامة: "ضحكتي بسمعها كل القسم".

تحن إلى ملامح ابن أختها تشتاق لعائلتها، وتحلم بهم كل الوقت. أمنيتها بسيطة ولكنها عميقة: "بدي عبود يستقبلني"

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020