نحو تعزيز التضامن الشعبي والرسمي حول قضية الأسرى
الـ3 من آب: يوم وطني لمناصرة الأسرى يحتضن سلسلة من فعاليات المؤسسات الوطنية والشعبية ومؤسسات الأسرى
مكتب إعلام الأسرى

 مع ارتفاع أعداد الأسرى في سجون الاحتلال، والاكتظاظ الذي تشهده سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإفراغه من القوى الشبابية المقاومة، أقرت جملة من المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى العام الماضي يوماً وطنياً عالمياً لنصرة غزة ولنصرة الأسرى بشكلٍ خاص، يصادف ال3 من آب من كل عام.

في العام 2024 دعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان وكامل القوى الوطنية والإسلامية والنقابات والاتحادات والأطر الوطنية والشعبية، خلال مؤتمر عقد في مدينة البيرة في رام الله، إلى اعتبار ال3 من آب يوماً وطنياً لمناصرة الأسرى وغزة، في خطوة لدعم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأسرى والشهادات الحية لأسرى محررين تفيد غالبيتها بأن الحركة الأسيرة تعيش أخطر مراحل الاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترقى لجرائم حرب.

 مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى مديرة الإعلام والتوثيق في نادي الأسير أماني سراحنة، والتي أكدت بدورها على أن هذا اليوم يأتي للتأكيد على رفض الإبادة والجرائم المرتكبة بحق الأسرى، ويهدف إلى إخراط المجتمع الفلسطيني في فعاليات هذا اليوم من كل عام، وتعزيز مشاركة كامل القوى الوطنية والشعبية والشبابية من أجل النهوض لإسناد الحركة الأسيرة وإسناد غزة ورفض ما يحدث من جرائم حرب.

 وشددت سراحنة على أن من أبرز أهداف هذا اليوم وفعالياته هو أن لا نجعل التصعيد حكراً على يوم أو مناسبة، بل أن يكون مقدمة لانطلاقة توعوية وتعبوية نحو قضية الأسرى ، وخطوة لانطلاق فعاليات حقيقية داعمة لهم، في الوقت الذي بات يبدو واضحاً أن جرائم الاحتلال بحق الأسرى لن تتوقف على المدى البعيد.

 حتى بداية شهر تموز من العام 2025 أصدرت مؤسسات هيئة شون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية حقوق الإنسان إحصائية تعكس الوضع العام في سجون الاحتلال بما يخص الأعداد الغير مسبوقة والاكتظاظ، حيث أقرت المؤسسات بوجود نحو (10800) أسيراً معتقلاً، دون أن يشتمل الرقم على أعداد المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وهو العدد الأكبر منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 وفق إحصائيات مؤسسات الأسرى.  

بلغ عدد الأسيرات حتى شهر تموز للعام 2025، 50 أسيرة بينهن اثنتان من غزة، وبلغ عدد الأطفال أكثر من 450 طفلاً، وعدد لإداريين (3629 أسيراً إدارياً)، كما وبرز تصنيف جديد يضم 2454 يعرف بمصنفين كمقاتلين غير شرعيين، وأقرت مؤسسات الأسرى أن هذا الرقم لا يشتمل على جميع معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة للاحتلال، ويشتمل عرباً من لبنان وسوريا.

 لمعرفة معنى كلمة اكتظاظ في السجون يكفي معرفة أن الإحصائيات تشير إلى أنه وخلال النصف الأول فقط من العام 2025 سجلت (3850) حالة اعتقال، كانت أعلاها 800 حالة اعتقال سجلت في شهر آذار وحده، علماً أن هذه الأعداد كما تشير مؤسسات الأسرى تشتمل على من اعتقل وأبقى الاحتلال عليه أسيراً ومن أفرج عنه لاحقاً، على أن أعلى هذه النسب كانت من الأعمار الشابة والأسرى المحررين.

 هذه الأعداد ليست أرقاماً صامتة، ليست مجرد إحصائيات هي أمهات تنتظر وآباء يبحون عن السجون والأقسام المتواجدة فيها أسراهم، وانتظار طاف على أعداد كبيرة من بيوت الفلسطينيين، وهذا الانتظار ليس جديداً أبداً عليهم، لكن ما هو جديد هو تفاصيل ما وراء هذا الانتظار، وهي الأخبار الصادرة من السجون والتي تخرج على شكل شهادات أسرى محررين أو شهادات محاميين وحقوقيين.

 الإحصائيات السابقة عبارة عن كتب ومجلدات تحمل في صفحاتها صنوف مستحدثة من طرق التعذيب التحرش الجنسي والاغتصاب والضرب المبرح والعزل والشتائم والبصق والتفتيش العاري والتجويع والإهمال الطبي ملفات الاعتقال الإداري العشوائي والحرمان من الشعائر الدينية ومن الحقوق الإنسانية البسيطة، فمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية أدرت في شهر آب للعام 2024 تقريراً وصفت الظروف التي يخضع لها أكثر الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، ومعاناتهم مع العنف والتعذيب والإذلال، وأسمته ب(مرحباً بكم في الجحيم)، والعنوان وحده كافي لتلخيص ما يمر به الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

 مؤسسات الأسرى في ظل هذه الهجمة الدموية ضد الأسرى وغزة، أعلنت عن سلسلة من الفعاليات اليوم ال3 من آب، وأكدت سراحنة لمكتب إعلام الأسرى أن هذا العام يختلف عن فعاليات العام الماضي بتكثيف حجم هذه الفعاليات، في ظل التصاعد الغير مسبوق في حالات الاعتقال، وفي ظل سياسة التحقيق الميداني الذي يمارسه الاحتلال خلال كل حملة اعتقالات يشنها في قرى ومدن وبلدات فلسطينية.

الاعتقالات الجارية لم تعد تشمل الأسير نفسه، بل باتت تطال العائلة والمنزل وكل ما يتحرك، فقد اعتمد الاحتلال وبشكل متزايد سياسة إفراغ منزل معين في كل اقتحام، وتحويله إلى ثكنة عسكرية، واعتقال أعداد كبيرة من مواطني البلدة أو المدينة المقتحمة، والتحقيق معهم ميدانياً يشمل ذلك ضرب وإهانات، قبل إطلاق سراح الغالبية منهم والإبقاء على بعض المواطنين واعتقالهم.

 كما أن الاحتلال وفي الآونة الخيرة بات يعمد إلى سياسة اعتقال ذوي المطاردين من أجل الضغط عليهم لتسليم أنفسهم، ففي بلدة طمون قضاء طوباس، اعتقل الاحتلال مطلع هذا الأسبوع 4 مواطنين بينهم سيدة، للضغط على أبنائهم ليسلموا أنفسهم لقوات الاحتلال، وقبل أيام فقط اعتقل الاحتلال الأسير إياد بزيغ من مخيم قلنديا في القدس المحتلة- وهو المحرر الذي أمضى  سنوات في سجون الاحتلال- بعد أن كان هدد ذويه بالاعتقال للضغط عليه لتسليم نفسه.  

 من أجل كل هذا يأتي ال3 من آب، فمؤسسات الأسرى الداعية ليوم المناصرة الوطني تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين في ظل الشهادات الحية التي تخرج وتفيد بحالات تحرش في صفوف الأسرى والأسيرات، وكنوع من التأكيد على تلاحم الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، ودعوة المجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤوليته إزاء كل ما يحدث للأسرى ولقطاع غزة.  

ستشهد كافة محافظات الوطن اليوم تنظيم وقفات ومسيرات ما بين الساعة 11 صباحاً وحتى ال7 مساءً، تنطلق من مراكز كافة المدن، تتخللها فعاليات ورفع لافتات حول جرائم الاحتلال، ودعوات لحشد كافة أطياف الشعب الفلسطيني للوقوف خلف هذا اليوم.

 القوى الوطنية في مدينة نابلس، أكدت لمكتب إعلام الأسرى على أن المسيرة ستنطلق من ميدان الشهداء وتجوب مراكز المدينة، في محاولة لإيقاظ الضمائر الحية للوقوف في وجه كل ما يحدث في سجون الاحتلال.

 يؤكد نادي الأسير على أن إعلان هذا اليوم جاء في محاولة لاستعادة مؤسسات الأسرى ومؤسسات حقوق الإنسان والقوة الوطنية والإسلامية لدورها الحقيقي إزاء كل ما يحدث، في محاولة للحصول على دعم رسمي دولي وجهات حقوقية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.  

اللجنة الوطنية العليا لفعالية يوم المناصرة أقرت بأن هذا اليوم سيحمل عناوينَ بارزة أهمها إيقاف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ونصرة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، وأعرب القائمون على فعاليات هذا اليوم على أنها ستشمل كافة محافظات الوطن وقطاع غزة ودول الشتات وعشرات المدن والعواصم العالمية، رفضاً لكل ما يحدث اليوم، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني لأوسع مشاركة في الفعاليات.

 يؤكد نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين على أن الجميع يخضع خلال هذا اليوم لاختبار إنسانية صعب، يمر بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية لكل الأطياف المعنية، ويرقى لتضحيات الشعب الفلسطيني ولدماء الشهداء والأسرى المرضى والأسيرات والجرحى انتصاراً وتعزيزاً لصمودهم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020