شهدت عددٌ من المحافظات والمدن الفلسطينية، وعدد من الجامعات ومدن الداخل المحتل، مشاركة واسعة دعماً وإسناداً لقضية الأسرى، وتعبيراً عن رفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
مؤسسات الأسرى، وعلى رأسها نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير، والقوى الوطنية والإسلامية، وعدد من جامعات الوطن، دعت إلى وقفات تضامنية، وشهدت دعواتها حضورًا لافتًا في مراكز المدن، رُفعت خلالها لافتات تدعم الحركة الأسيرة وقطاع غزة، ورددت هتافات وشعارات رمزية تعبّر عن تضحيات الشعب الفلسطيني.
ففي مدينة جنين، انطلقت مسيرة تضامنية من منطقة السيباط، شارك فيها أهالي المدينة وعدد من الأسرى المحررين والقوى الوطنية والإسلامية، وأكدوا على رفض الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الحاصلة في قطاع غزة، ولفتوا الأنظار إلى جرائم الحرب التي ترتكبها إدارة السجون بحق الحركة الأسيرة.
وألقى نائب محافظ جنين، منصور السعدي، كلمة تضامنية أكد فيها أن حضورهم اليوم ينقل رسالة للعالم حول ما يحدث في سجون الاحتلال وما يجري من مجازر في غزة، مشدداً على أن سجون الاحتلال تمارس سياسة قتل ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين.
وأكد نادي الأسير في محافظة جنين على ضرورة رصّ الصفوف لمواجهة مخططات الاحتلال، والتأكيد على مركزية قضية الأسرى في المشروع الوطني.
وفي يطا بمدينة الخليل، نظّمت القوى الإسلامية والوطنية، بالتنسيق مع نقابة العاملين ومجالس الطلبة في جامعة القدس المفتوحة، وقفة رمزية شددت على ضرورة لفت الانتباه إلى ما يحدث من إجرام في كافة أرجاء الوطن.
كما شاركت محافظة سلفيت وفصائل العمل الوطني، بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة، في وقفة تضامنية دعت لنصرة الأسرى ورفض حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد قطاع غزة.
وأكد المشاركون في الوقفة رفضهم لسياسات الاستيطان، ومحاولات إفراغ الحاضنة الشعبية الفلسطينية عبر حملات الاعتقال الجماعية.
وفي طوباس، أكد الدكتور فخري دويكات، في جامعة القدس المفتوحة، أن الوقفة تأتي التزاماً وطنياً من الجامعة لدعم الموقف الشعبي في الدفاع عن حقوق الأسرى وقطاع غزة، منوهاً إلى أن الفعالية تهدف إلى فضح السياسات الإجرامية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وشهدت مدينة نابلس مشاركة حاشدة امتدت عبر ميدان الشهداء، رُفعت خلالها يافطات تحمل صور الأسرى، وصوراً تعبيرية للتجويع في غزة. وندد المشاركون بالحرب الدموية التي تشهدها غزة، تزامناً مع ما وصفوه بـ"الحرب الصامتة" التي تفتك بأجساد الأسرى في سجون الاحتلال.
ودعا المتظاهرون العواصم العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حقيقي تجاه ما يجري، مؤكدين أن الاكتفاء بالمساعدات الإنسانية الشحيحة لا يرقى إلى حجم المجازر والجرائم المرتكبة.
وفي قلقيلية والخليل، شهدت مراكز المدن وقفات رفع خلالها أهالي الأسرى صور أبنائهم المعتقلين، في مشهد مؤلم يعكس غياب المعلومات عنهم، في ظل ما أسماه الاحتلال بـ"حالة الطوارئ"، وحرمان ذوي الأسرى من حقهم في الزيارات.
ودعت القوى الوطنية في مدينة رام الله إلى المسارعة في نصرة قطاع غزة، ونصرة الأسرى، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.
واستمرت فعاليات مؤسسات الأسرى منذ ظهر اليوم، داعيةً إلى مزيد من المشاركة الشعبية، في محاولة لاستعادة دورها كمؤسسات تعنى بشؤون الأسرى في ظل التضييق المستمر في سجون الاحتلال.
وتأمل المؤسسات المنظمة لفعاليات يوم الثالث من آب، والذي دعت إليه مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية، أن يشكل هذا اليوم بداية لتصعيد مستمر ومتواصل فيما يخص قضية الأسرى، وألا يقتصر الحراك على هذا اليوم فقط، بل يكون انطلاقة قوية تعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة والانتهاكات اليومية بحق الأسرى.