في سجن "الدامون" الإسرائيلي، تعيش الأسيرة رماء عماد عبد الله بلوي (31 عاما)، من قرية كفر اللبد في طولكرم، معاناة مركبة بين قيد السجن وثقل الحمل.
رماء المعلمة في مدرسة الأقصى (شويكة)، متزوجة وأم لطفلتين هما يافا ولمار، وتنتظر مولودها الثالث "عبود" وهي في شهرها السادس.
دمعت عينا رماء حين علمت أن طفلتيها رفعتا يوم الأسير لافتة تحمل صورتها، كتب عليها: "كل الحكاية ماما مش هون".
كلمات تلخص غياب الأم عن حضن ابنتيها وحضورها القسري في الغرف والزنازين الباردة.
اعتُقلت رماء فجر 25 فبراير 2025، بعد اقتحام منزلها من قبل قوات الاحتلال، حيث تعرضت للتكبيل والتغطية على عينيها والاعتداء اللفظي والجسدي، ومنعت من تبديل ملابسها قبل نقلها في رحلة شاقة نحو المعتقل.
في غرفة رقم (2) تجتمع رماء مع الأسيرات فداء عساف، حنين جابر، وزهراء كوازبة، إضافة إلى أسيرتين وصلتا مؤخرا: الدكتورة انتصار عواودة وأسيل حماد.
جميعهن يواجهن أوضاعا قاسية في سجن "الدامون" وسط تنكيل متواصل كان آخره قمع وضرب لأسيرتين في اليوم السابق.
وضع رماء الصحي مقلق، فالأكل المقدم لها يعتمد على البقوليات التي تسبب لها ولجنينها انتفاخا وضيق تنفس، ولا تتلقى أي علاج سوى نصيحة "اشربي ماء"، في حين أن مياه الشرب في الساحة مالحة وداخل الغرف ممزوجة بالكلور.
ورغم مرور أربعة أشهر من الحمل، لا يزال وزنها ثابتا، وهي مهددة بولادة قيصرية متوقعة في أوائل أيلول/سبتمبر المقبل خلف القضبان.
رغم الألم أرسلت رماء سلاماتها إلى والديها وإخوتها وأخواتها، وخاصة أختها ثراء التي أوصتها بالاعتناء بنفسها وببناتها، كما أوصلت شوقها وحبها لزوجها حسام وطفلتيها: "بحبكم كثير… عبود بسلم عليكم ومشتاقلكم".
معاناة رماء هي جزء من سياسة الاحتلال بحق الأسيرات، بمن فيهن الحوامل، حيث يحرمن من الرعاية الصحية الكافية والظروف الإنسانية الملائمة في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية.