العزل الانفرادي وسياسة القمع: أساليب انتقامية ممنهجة ضد الأسرى وتعذيب علني يقتص من قادة الحركة الأسيرة
تقرير/ إعلام الأسرى

 لم يملك الاحتلال حلاً آخر لإضعاف معنويات الشعب الفلسطيني وبخاصة أهالي الأسرى أصحاب الأحكام المؤبدة والتي تتنافى مع كافة المواثيق الدويلة وبنود حقوق الإنسان سوى عزلهم عن العالم الخارجي، ويعمد الاحتلال في الآونة الأخيرة إلا التشديد على رموز الحركة الأسيرة عبر القمع والضرب المبرح والإهمال الطبي وصولاً للعزل ومنعهم من حقهم في إرسال رسائل إلى ذويهم خارج سجون الاحتلال، في الوقت الذي تتحجج محاكمه بأن هذا المنع والحجب يأتي بعد وصف سجونها بمعتقلات غوانتانامو الجديدة.

 يهدف الاحتلال إلى عزل كافة الأسرى بالدرجة الأولى عن العالم الخارجي عبر منع المحاميين من زيارتهم وتضييق الخناق عليهم في الوقت الذي بات المحامين حلقة الوصل الأخيرة والوحيدة ما بعد حرب السابع من أكتوبر بين الأسير وبين ذويه، في إشارة واضحة لنية الاحتلال استمرار اعتداءاته الوحشية ضد الأسرى من قمع وتحرشات جنسية وضرب مبرح وشتم واعتداء بالكلاب وقنابل الغاز والصعقات الكهربائية وغيرها الكثير، علاوة على سياسة التجويع والتفتيش العاري وتكبيل الأيدي بطريقة وحشية.

 يستفرد الاحتلال على وجه الخصوص برموز الحركة الأسيرة بهدف إضعاف عزيمة الحاضنة الشعبية لهم، حيث تؤكد ابنة الأسير أحمد سعادات لمكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال عمد إلى عزل والدها في سجن مجدو، في ظروف إنسانية سيئة، تتفاقم حدتها ما بعد حرب السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أنه يعاني من وضع صحي سيء داخل العزل.

 تقول صمود سعادات، ابنة الأسير أحمد سعادات من رام الله والذي يقضي حكماً بالسجن مدة 30 عاماً" والدي إنسان كبير في عمره، في آخر زيارة قبل أسبوعين كان يعاني من نقص حاد في الوزن، بسبب عدم توفر طعام كافي، ظروف العزل التي يتعرض لها قاسية جداً، سواء من ناحية المكان وبقائه معزول 24 ساعة داخل زنزانة، ومن ناحية الاقتحامات المتكررة من الوحدات الخاصة، والتفتيش المتكرر، والتهديدات والمعاملة السيئة من قبل السجانين".

 تؤكد ابنة الأسير سعادات على أن الاحتلال يعمد لوضع عراقيل متكررة لزيارة المحامي ويمنعها من أن تتم، وتصف الوضع العام بالصعب جداً وبأن استهداف والدها أسلوب ممنهج وقمع يخصه ويخص رمزيته، وتخشى عائلته في ظل مراقبتها لما يحدث وفي ظل الأخبار الواردة من السجون على صحته وحياته بشكل أخص.

 يتعرض الأسير حسن سلامة، سكان غزة،  في عزل جانوت كذلك لسياسة لا يمكن وصفها إلا بالقتل المتعمد، فقد أكدت زوجته غفران زامل أنه بعث بأخبار تفيد بتعرضه للضرب الشديد المبرح في أعقاب نقله إلى عزل حانوت، وترك ينزف لساعتين متواصلتين نتيجة تعرضه لضربة دامية على رأسه.

 الأسير سلامة أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة التي يتعمد الاحتلال لإيذائها بكافة الطرق الممكنة، فهو محكوم بالسجن المؤبد ل48عاماً و أخرى، ولم تشفع له السنوات الطويلة المتواصلة والسابقة التي أمضاها في العزل الإنفرادي من أن يكون أول المعزولين في أعقاب حرب السابع من اكتوبر، الأسير سلامة أكد في رسالته بضرورة وقوف الجهات الحقوقية والإنسانية والقانونية إلى جانبهم مشيراً أنه ليس الأسير الوحيد الذي يتعرض لاعتداءات ممهنجة وضرب متعمد يهدف لإنهاء حياته، فكافة الأسرى المعزولين يتعرضون لاستهداف ممنهج وانتهاكات صارخة لحقوقهم.

 تعرض الأسير حسن سلامة لعزل ل3 مرات ما بعد حرب السابع من أكتوبر، فقد جرى عزله في نفحة، ونقل بعدها لعزل مجدو وصولاً لعزل جانوت حيث يقبع حالياً، وتعنت إدارة السجون فيما يخص زيارات المحامين له بشكل خاص والأسرى المعزولين كافة بشكل عام، فقد تمكنت عائلته فقد من معرفة أخباره عقب 5 أشهر من مرور الحرب على غزة، وخلال الحرب كانت زيارات المحامي له شحيحة، وتعرض لسحل ودعس على رأسه إضافة إلى سياسة التجويع التي أدت به إلى معاناة من نقص حاد في وزنه، وقبل رسالته الأخيرة لعائلته فقدت العائلة تواصلها معه لما يقارب الثلاث أشهر دون تمكن أي محامي من زيارته، وهو الملجأ الوحيد حالياً لعائلته لمعرفة أخبراه في ظل منع الزيارات منعاً باتاً في أعقاب ما أسماه الاحتلال بحالة تأهب قصوى عقب حرب السابع من أكتوبر.

 صابرين شحرور، شقيقة الأسير معمر شحرور، سكان طولكرم، المعتقل منذ العام 2002 والمحكوم بالسجن مدة 29مؤبداً و20 عاماً أخرى، أكدت لمكتب إعلام الأسرى بأن شقيقها يعاني من سياسة تنقلات وعزل إنفرادي كذلك، فقد جرى نقله من عزل مجدو إلى عزل جانوت، كما وأقرت المحكمة بقرار لتمديد عزله الإنفرادي مدة 6 أشهر جديدة.

 الأسير شحرور يعاني من نقص حاد في وزنه حتى وصل لما يقارب ال50كيلو، بسبب سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضده وضد كافة الأسرى في سجونه، كما ويرافق كل هذا الوضع السيء ملف إهمال طبي ترفض إدارة السجون تقديم علاج له، فهو يعاني من مرض الروماتيزم، وقد فاقمت سياستي التجويع والنقل من وضعه الصحي سوءاً.

علاء شرباتي، نجل الأسير القائد أيمن الشرباتي "المواطن"، المعتقل منذ العام 1998 والمحكوم بالسجن المؤبد، أكد لمكتب إعلام الأسرى أن والده يعاني من عزلاً إنفرادياً قاسياً منذ فترة طويلة في سجن "مجدو"، بعد أن تعرض لعشرات التنقلات بين العزل والسجون المختلفة. وأوضح أن والده يتعرض لسياسة ممنهجة من الضرب والتنكيل، ما أدى إلى فقدان حاد في وزنه وتدهور كبير في حالته الصحية، مشيراً إلى أن إدارة السجون تحرم العائلة من معرفة أخباره لفترات طويلة، وحتى من زيارة المحامي، ما فاقم من معاناتهم وتركهم في قلق دائم.

وأضاف أن الاحتلال يمارس بحقه سياسة إهمال طبي متعمد، حيث يعاني من مشاكل صحية خطيرة دون تلقي أي علاج، الأمر الذي زاد من سوء وضعه النفسي والجسدي داخل العزل.

ويعاني الأسير عباس السيد، من طولكرم والمعتقل منذ العام 2002، والمحكوم بالسجن المؤبد 35مرة، من التهاب حاد في العين، وفقدان تدريجي للبصر، إضافة لإصابته بمرض السكابيوس، وظهور دمامل على جسده، ويعاني من سياسة التجويع ونقص حاد في وزنه، وتعمد الاحتلال نقله من عزل جانوت لعزل مجدو وسط ظروف سيئة وتعامل وانتهاكات صارخة ضد رمزيته وضد اعتقاله.

 الأسير مهند شريم المعتقل منذ العام 2002 والمحكوم بالسجن المؤبد ل29مرة، و20 عاماً أخرى، يعاني بدوره من سياسة التجويع، حتى أصبح يستثقل الحديث نتيجة للهزال الشديد الذي أصيب به.

كما أن العزل لم يقتصر على رموز الحركة الأسيرة فبحسب آخر أخبار وصلت عائلته، فهو يطال الأسير الإداري أحمد عابد، سكان طولكرم، والموجود في مجدو، رفقة 5 أسرى أشبال آخرين، حيث يعاني بشكل خطير من مرض سكابيوس، ولا تعلم عائلته عنه أي أخبار جديدة سوى أنه في وضع صحي أدى لتناقص وزنه وهو الرياضي صاحب ال75 كيلو، إضافة إلى حرمانه من العلاج وتعرض ملفه الإداري للتجديد المتكرر منذ اعتقاله بتاريخ 10/2/2025.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020