الأسيران عبد الله وعبد الرحمن بشناق: عام من الاعتقال تنتهي بإخطار هدم منزليهما وحكم مؤبد على الأبواب
تقرير/ إعلام الأسرى

 للكثيرين يحمل الليل المعنى الحقيقي للراحة لانتهاء الكد والمجاهدة، يحمل معنى الأمان أيضاً، لكن ليس ذلك للفلسطيني، وتحديداً ليس ذلك لمنزل عائلة بشناق، سكان منطقة كفر عبوش إحدى بلدات محافظة طولكرم في شمال غرب الضفة الغربية، عائلة بشناق تترقب موعداً وضعه الاحتلال لانقضاض على حصيلة تعب سنوات وجهد لإنشاء منزل يضم الأسرة وأبنائها.  

صبيحة يوم عيد الأضحى الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة ظافر خضر بشناق، وفتشت المنزل وأخذت قياساته تمهيداً لهدمه وانسحبت دون أن تعلم العائلة مصيرها ومصير أبنائها، وحتى يوم أمس بقيت العائلة في حالة متعبة من الانتظار، حتى داهمت قوات الاحتلال منزلهم مجدداً، وسلمتهم إخطار يقضي بهدم المنزل، المكون من عدد من الشقق السكنية، دون إعلامهم فيما كان الهدم مقرراً لكامل البناية أم فقط لشقة سكنية واحدة.  

العائلة في ظل هذا الارتباك، أفرغت الشقة العلوية، شقة العائلة إلى شقة أخرى في ذات البناية على أمل أن الهدم سيكون لها فقط، وكل هذا ليس هم العائلة الأول، فأبنائها عبد الرحمن ظافر خضر بشناق(23عاماً) وشقيقه عبد الله ظافر خضر بشناق(24عاماً) معتقلان لدى سجون الاحتلال، ولم تصدر محاكم الاحتلال حكم نهائي بحقهما حتى اليوم، تروي والدتهما عايدة ظافر تفاصيل اعتقال أبنائها وغياب أخبارهم منذ ذلك الحين، وتعلقهم بأي أمل وخبر ولو بسيط يصلهم من الأسرى المحررين من ذات السجن يطمئنهم ولو قليلاً عن أوضاعهما.  

رغم كم التعب والهموم التي تحاصر هذه العائلة إلا أن والدة الأسيرين روت لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل ما حدث بهدوء وإيمان عظيمين، تقول عايدة ظافر" لا يهمني المنزل حالياً، المنزل يعوض إن اضطررت أجلس في خيمة، ما يهمني أن أعرف مصير أبنائي عبد الرحمن وعبد الله، أن يعودا إلي، وما تبقى فنتركه لرحمة رب العالمين، المنزل يعوض، لكن أبنائي لا يعوضون".  

تلهف الأم لأخبار عن أبنائها يأتي في ظل الانقطاع التام لأخبار أبنائها في سجون الاحتلال، فكل ما تعرفه العائلة أن عبد الرحمن وعبد الله معتقلان في سجن مجدو، الاحتلال اعتقل عبد الله بشناق بتاريخ 23/ 6/2024، ولاحقاً اعتقل شقيقه عبد الرحمن بتاريخ 26/9/2024، ويتواجد الأسيران في ذات السجن، في مجدو، وتقول والدتهما" منذ أشهر تقدمت بطلب زيارة، لكن لا استجابة، وزيارة المحامي لهما شحيحة نتيجة الأوضاع الراهنة، ولكننا نسعى بكل جهدنا لنعرف أخبارهما من الأسرى الذين يفرج عنهم من ذات السجن".  

تضيف والدة الأسيرين عبد الله وعبد الرحمن" منذ ما يقارب 10 أيام خرج أسير من ذات السجن، يملك معلومات عنهما، وأبلغنا أنهما كما بقية الأسرى يعانيان من المرض الجلدي المنتشر في سجون الاحتلال والمعروف ب"سكايبوس"، وأن الأوضاع في السجن كما يعلم الجميع أصبحت سيئة".  

تعيش عائلة الأسيرين في منزل مكون من 3 طوابق، تنتظر الآن مصيره كما تنتظر مصير ابنيها، حيث تتوقع العائلة ونتيجة الأخبار التي ينقلها لهم المحامي أن يتعرض ابنها عبد الله بشناق لحكم مرتفع، وتتخوف من أن يكون حكماً مؤبداً، في أعقاب اتهام الاحتلال الأسير الشاب بمساعدة منفذ عملية سابقة وقعت العام الماضي في مدينة قلقيلية وأسفرت عن مقتل مستوطن، الأسيران الشقيقان ومنذ اعتقالهما لا يزالان موقوفان ولم تصدر محكمة الاحتلال أحكام واضحة بحقهما حتى اليوم.  

تروي الأم عايدة ظافر تفاصيل ما يحدث في المنزل لمكتب إعلام الأسرى وتقول" لم نفرغ المنزل تماماً، نقلت مقتنياتنا من الأثاث وأغراض المنزل من الطابق العلوي للطابق الأول على أمل أن يكون الهدم لطابق واحد فقط، وكل هذا لا يهمني بقدر ما يهمني معرفة مصير أبنائي ومتى ألقاهما، الحجارة تعوض، ومستعدة لأسكن في خيمة، المهم أن أرى أبنائي وأن يعودوا لي".  

الأخبار الواردة من سجن مجدو تفيد بانتشار أمراض جلدية معدية إلى جانب المرض الجلدي المعروف والمنتشر، كما أن صور الأسرى المحررين في الآونة الأخيرة تنقل الحالة الصحية للأسرى ومدى تعرضهم للتجويع والانتهاكات، وفي ظل الانقطاع التام ما بين عائلات الأسرى وأبنائهم، وقلة زيارات المحامين، ينتهز الاحتلال الفرصة في قمع الأسرى ومعاملتهم معاملة وحشية ويظهر ذلك جلياً في شهادات الأسرى المفرج عنهم في الآونة الأخيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020