كشفت شهادات جديدة لعدد من الأسرى في سجن مجدو عن انتهاكات جسيمة يتعرضون لها، شملت الضرب والتنكيل والإهمال الطبي المتعمّد، ما أدى إلى إصابات جسدية خطيرة وظروف معيشية متدهورة، وفق ما وثّقه محامون تمكنوا من زيارتهم مؤخرًا.
الأسير ورد محمد يوسف دار شريف (من جنين)، اعتُقل في 4 سبتمبر 2023 بعد إطلاق النار عليه وإصابته في الشريان الرئيسي بالقدم، وخضع لعمليات زراعة جلد في مستشفى رمبام، ورغم الحاجة للعلاج الطبيعي والكهربائي، لم يتلقَّ أياً منها بعد نقله إلى "عيادة سجن الرملة"، حالته الصحية متدهورة وفقد الكثير من وزنه.
الأسير عبد الرحمن زيود (السيلة الحارثية – جنين)، اعتقل بعد منتصف الليل وتعرض للضرب بالأيدي والأرجل واستخدام الكلاب البوليسية، أصيب لاحقاً بمرض "السكايبوس" نتيجة ظروف السجن السيئة، ويتلقى علاجًا متقطعًا وضعيفًا. معتقل إداري دون تهمة.
الأسير حسان نجي (قباطية – جنين)، اعتقل على حاجز الحمراء ونُقل لمعسكر حوارة لـ3 أيام ثم إلى سجن مجدو، يعاني من مرض الجرب ويتلقى مراهم علاجية غير مجدية، أُدخل المستشفى بسبب الاستفراغ المتكرر وتشخيصه بفتق في المعدة، ثم أُعيد إلى السجن.
بدوره، يؤكد مكتب إعلام الأسرى أن الشهادات التي أدلى بها عدد من الأسرى القابعين في سجن مجدو، والتي توثق تعرّضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، والإهمال الطبي المتعمد، تمثّل أدلة قاطعة على ارتكاب الاحتلال لجرائم ممنهجة بحق الأسرى داخل سجونه.
إن استمرار الاحتلال في استخدام الكلاب البوليسية، ومنع العلاج، وترك الأسرى يعانون من أمراض خطيرة دون رعاية، يُعد انتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة.
ويشدد المكتب على أن ما يتعرض له الأسرى، ومنهم ورد دار شريف، وعبد الرحمن زيود، وحسان نجي، هو جزء من سياسة "الإعدام البطيء"، التي تتعمد سلطات الاحتلال ممارستها بحق الأسرى، لا سيما الجرحى والمرضى والمعتقلين إداريًا دون تهم أو محاكمات.
ويدعو مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التحرّك العاجل للوقوف أمام هذه الانتهاكات، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين، قبل فوات الأوان.