الأسير الشبل أحمد عابد: عزلٌ واعتقالٌ إداري ومرض جلدي تكالبت جميعاً عليه
تقرير/ إعلام الأسرى

 لا تملك أن تطالب والدة أسير فلسطينية بالصبر إن لم تلبس جلدها ذات مساء، إن لم ترقبها وهي ترتب سرير طفلها ومكتبه الدراسي على أمل أن العودة باتت قريبة، إن لم تسمعها وهي تشرح لطفلها الصغير عن مكان أخيه الأسير، وتحاول جهدها أن تنقل له المصطلحات التي يحفظها الشعب الفلسطيني عن ظهر قلب بطريقة يستوعبها ذهن الصغير، وإن لم تكن قادراً على أن تخبرها كيف أن ابنها الذي كان يخطط للسفر وإكمال دراسته هناك سافر إلى الوجهة الخطأ قسراً، ولم تعد حتى تملك حقها في أن تطالب بعلاج له حيث هو.  

تروي تمارة أبو حجلة، والدة الأسير الشبل أحمد نعمان عابد(17عاماً) لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل الاعتقال الإداري لنجلها الطفل والطالب والذي يتواجد حاليأ في عزل سجن مجدو، وتصف ليلة اعتقاله من منزله وإبعاده عن مكتبه الدراسي بدقة بالغة.  

في تمام الساعة الخامسة فجراً، بتاريخ 10/2/2025 اتصل ما يعرف بضابط المنطقة هاتفياً بعائلة الطفل أحمد عابد، سألهم عن مكان تواجده ثم طلب منهم أن يجهز ابنهم نفسه ويخرج فهم بانتظاره أسفل المنزل لاعتقاله، مهدداً العائلة كما هو في حالات الاعتقال كافة بأن لا تتسبب لهم بالمشاكل وإلا فإنهم سيطلقون النار كما يرغبون.  

تروي والدة الأسير عابد تفاصيل تلك الليلة وتقول" كان أحمد نائما، استيقظ مصدوماً لا يدرك ما حوله، كان تلك الليلة يدرس لامتحانه القادم وخلد للنوم ليرتاح قليلاً ثم يعود ليستأنف دراسته، ثم هكذا بعدها استيقظ من أحلامه ودراسته واعتقله الاحتلال وأصبح بين ليلة وضحاها في سجونه".  

مكثت عائلة الأسير عابد أسبوعاً تترقب جهة تطمئنها عن مكان تواجد طفلها الأسير، حتى تم إبلاغهم بأنه يخضع للتحقيق في سالم، ولاحقاً أبلغت العائلة بأن لديه محكمة في ذات اليوم، ثم دون لائحة اتهام، صدر بحق الأسير عابد حكم إداري ل6 أشهر، ليتوقف الحلم الأبرز له ولعائلته، تقول والدته" أحمد طالب ثانوية عامة فرع صناعي تخصص مكانيك سيارات، وهو طالب متفوق كان قد جهز أوراقه ليسافر لألمانيا ويكمل دراسة هندسة سيارات هناك ولديه من الأحلام الكثير".  

توقفت أحلام الأسير عابد نتيجة الاعتقال، وباشر زملائه تقديم امتحان الثانوية هذا العام دون أن يكن بينهم، شهدت طاولته في قاعة الامتحان وبطاقته على أحقيته في أن يكون على مقاعد تقديم الامتحان، لكنه وبدلا من ذلك أصبح قابعاً في العزل في سجن مجدو.  

تقول والدته" منذ أسبوع واحد فقط ونحن نقص أخباره من الأسرى الآخرين وبكافة الوسائل الممكن، علمنا بعد جهد من أسير شبل التقى بمحاميه أن ابننا معزول في قسم الأشبال في سجن مجدو إضافة لخمسة أسرى آخرين، وبعدها عادت أخباره لتنقطع".  

عائلة الأسير عابد كانت علمت قبل ذلك بأشهر بأن ابنها أصيب بالمرض الجلدي المنتشر بين الأسرى منذ رمضان الماضي، ورفضت إدارة السجن تقديم العلاج المناسب له كما بقية الأسرى رغم مطالبات العائلة المتكررة بذلك.  

تنتظر والدة الأسير عابد بفارغ الصبر انتهاء اعتقال نجلها وعودته لمقاعد الدراسة واستدراك ما يمكن استدراكه، لكنها تصف بقلب ممتلئ بالألم أن فرحتها بنجاح ابنها نغصت، كما نغصت فرحة العائلة جميعها كون ابنها الحفيد الأكبر بالعائلة، وتقول بأنها لا تقدر أن تجيب ابنها الصغير المتعلق بشقيقه حين يباغتها بالسؤال عن أحمد.  

رغم ذلك تنتظر تمارة أبو حجلة بإيمان مطلق حرية طفلها، وتعلم أن مقعده في مدرسة طولكرم الثانوية الصناعية لا زال بانتظاره، وحاله كحال ما يقارب 67 طالباً من محافظات الوطن تصنفهم منظمات حقوق الإنسان بأنهم ما زالوا أطفالاً، حرموا من حقهم الطبيعي في تقديم امتحانات الثانوية العامة، بسبب اعتقالاتهم التعسفية، منهم عدد كبير تلتهمهم ملفات الاعتقال الإداري ولا تعرف عائلتهم متى تنتهي مدة غيابهم عن منازلهم وكذلك مقاعدهم وأحلامهم الدراسية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020