في حريته التي لم تدم لأيام كان من الصعب على عائلة الأسير الشاب الغض أحمد بشار أبو عليا(18عاماً) سكان قرية المغير، قضاء مدينة رام الله، أن تتنقل عبر طرق مدن الضفة من أجل محاولة الحصول على علاج لنجلهم، فقد خرج من سجون الاحتلال لسجونٍ فرضت على الشعب الفلسطيني عبر حواجز الاحتلال، حواجز أشبه بالمعتقلات التي تقسم القرى والمدن عن بعضها البعض ما يترك الفلسطيني أمام خيار أن يؤجل كل شؤونه حتى إشعارٍ آخر، تخوفاً من اعتقالٍ على حاجز طيار، أو طريقٍ طويل من الممرات البديلة التي يحفظها عن ظهر قلب والمدججة بالمستوطنين، وبالنسبة لعائلة أبو عليا فهناك جملة من التخوفات من نوعٍ آخر.
مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى والد الأسير صاحب المسميات الكثيرة، أحمد بشار أبو عليا، فهو الأسير الجريح، والمعتقل الإداري، والطفل والطالب الذي حرم من امتحانات الثانوية العامة، والمحرر في صفقة الطوفان، وقبل كل شيء إنسان بحقوق وابن لعائلة تنتظر حريته على أحر من الجمر.
يقول والده" أحمد تعرض لإصابة بالرصاص الحي في يده وفي قدمه على الشارع الرئيسي في قرية المغير، أطلق عليه الاحتلال 4 رصاصات، نقله الاحتلال على إثرها معتقلاً إلى مستشفى شعاري تسيديك، وتم تغيير شريان رئيسي له، ووضع بلاتين في يده و"سيخ" و"12" برغي"، واعتقله الاحتلال آنذاك مدة 12 يوماً، ثم خرج إلى الحرية بكفالة مالية".
هذا كان الاعتقال الأول للأسير أبو عليا بتاريخ 28/5/2023، كان بعمر ال16عاماً في ذلك الوقت، نقل على إثر هذا الاعتقال لمستشفى الرملة لاحقاً بعد تلقيه العلاج في شعاري تسيديك، أمضى هناك 12 يوماً وخرج حراً، وبعد أن تنفس عبير الحرية لأربعة أشهر فقط أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى.
بإصابته وآلامه التي لم تندمل عاد الأسير أحمد أبو عليا للاعتقال مجدداً أمضى أشهر قليلة بحكم إداري كان ذاهباً نحو التجديد، ثم نال حريته في صفقة الطوفان، وقد نقل شهادة حية لفترة اعتقاله في ذلك الوقت قال فيها أنه خاض سلسلة اعتقالات مؤلمة وتم تحذيره إلى جانب الأسرى المحررين معه من الحديث حول أوضاع السجون، وقد أكد على أن الاحتلال تعمد ضربه مكان إصابته رغم معرفته بها.
قبل أربعة أشهر نهاية شهر آذار المنصرم، أعاد الاحتلال اعتقال أحمد مرة أخرى، اليوم يغلق سجن عوفر بابه على أحمد، وقد صدر بحقه قرار إداري مدته 4 أشهر، وجدد له لمرة ثانية لذات المدة قبل أيام قليلة، وأخذ معه رفقة اعتقاله ملف طبي بحاجة لعلاج مستعجل، يقول والده" تصلنا أخباره عبر أسرى محررين من ذات قسمه، كان طبيبه أخبرنا بأنه يجب أن يزيل ال"سيخ" الموجود نتيجة الإصابة بعد سنة، لكن علاجه متوقف الآن، كان يتناول مسكنات نتيجة وجود شظايا عند الحوض وقد منع الطبيب إزالتها لأن ذلك يمكن أن يسبب له شللاً".
أحمد يحتاج لسلسة من جلسات العلاج الطبيعي، نتيجة إصابته وضعف عضلاته، ويؤكد والده أن الفترة التي نال فيها حريته لم تكن كافية لعلاجه أبداً، وفوق كل ذلك كانت العائلة تعاني من صعوبات التنقل نتيجة لكثرة الحواجز العسكرية التي استحدث الاحتلال معظمها بعد حرب السابع من أكتوبر، لا تعرف عائلة أحمد وضعه الصحي في الفترة الأخيرة، ولا تعتقد بأنه يعطى علاجاً علاوةً على الأكل القليل، يقول والده" نعلم أن أوضاع السجون مأساوية، إن توفر الأكل للأسير فبصعوبة فكيف بالدواء".
أحمد كان من المفترض أن يعيش حياة طبيعية أن يمارس حقه في التعليم، حقه في خوض امتحانات الثانوية العامة التي حرم منها نتيجة اعتقاله المتكرر، أحمد نموذج للأسير الذي ورغم علم قوات الاحتلال بإصابته إلا أنهم تعمدوا ضربه عليها، وهي سياسة ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.
يقول والد الأسير أحمد بشار" في الفترة التي نال فيها أحمد حريته كان يصاب بتشنجات، نتيجة آثار إصابته، فكيف به اليوم، وهو الذي قص علينا في حريته أوضاع السجن المأساوية، وكم تعرض لضربٍ خلال اعتقاله".
يخشى والد أحمد أن يكون "السيخ" في يده قد تحرك، أو أن أي شيء منذ اعتقاله قد أثر على يده وعلى مكان إصابته، يخشى كثيراً أن تكون الشظايا الموجودة في الحوض لديه قد تحركت كذلك ما يعني إصابته بشلل، ويخشى من تعرضه للضرب وإصابته بكسور أيضاً، وكل مخاوفه مبررة في ظل الأخبار الواردة من سجون الاحتلال عبر شهادات الأسرى المحررين.