ارتفاع درجات الحرارة في السجون الإسرائيلية يفاقم انتشار الأمراض ومعاناة الأسرى
تقرير/ إعلام الأسرى

تشهد السجون الإسرائيلية في الآونة الأخيرة موجة غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة في ظل انعدام وسائل التهوية والتبريد والنقص الحاد في المياه وأدوات النظافة.  

وقد أسهمت هذه الظروف إلى جانب الاكتظاظ الشديد في انتشار الأمراض الجلدية وعلى رأسها مرض الجرب بصورة متسارعة في مختلف السجون ما يفاقم من التحديات الصحية والحياتية التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون يوميا.

في سجون الموت  حيث الجدران لا تعرف سوى صمت الحديد ورائحة العفن، يتصاعد لهيب الصيف ليحول السجون الإسرائيلية إلى أفران بشرية.  

لا مروحة تدور، ولا نسمة تتسلل من شقوق الجدران ، فقط هواء ثقيل يختلط بعرق الأسرى وأنفاسهم المرهقة حتى يصبح التنفس مهمة شاقة.

هذا الصيف تضاعفت المعاناة حتى بلغت حدها الأقصى. الحرارة المرتفعة جاءت كعدو رفقة أمراض جلدية وعلى رأسها الجرب الذي ينتشر في أقسام السجون كما تنتشر النار في الهشيم.  

في سجن "عوفر" الذي كان يوما أقل السجون إصابة بهذا المرض، تحولت الزنازين إلى بؤر عدوى، بفعل سياسة متعمدة من إدارة السجون التي تبقي المصابين مع الأصحاء وتمنع العزل أو العلاج الفعال.

الأسرى يتقاسمون أغطية وأطباقا ودورات مياه ملوثة، ويحصل كل 12 أسيرا على عبوة شامبو واحدة لا تكفي لثلاثة منهم.

وقت الاستحمام لا يتجاوز دقيقة واحدة، ولا يسمح به يوميا، فيما تغلق أبواب "الفورة" منذ أسابيع في بعض الأقسام بحجة الحد من انتشار المرض ليحرم الأسرى من الهواء والشمس ويزداد الاكتظاظ حدة داخل الغرف.

وتحت هذا الحصار الخانق تتحول الملابس القليلة إلى أقمشة مشبعة بالعرق، وتتصاعد رائحة الأجساد المحبوسة في فراغ خانق.

وصف الأسرى زنازينهم بأنها "أفران صيفية" حيث يتبخر الماء قبل أن يلامس الجسد ويصبح الليل امتدادا لنهار لا يبرد.

مكتب إعلام الأسرى يؤكد أن استمرار هذه الظروف يشكل تهديدا مباشرا على حياة الأسرى وصحتهم، ويخالف أبسط المعايير الدولية لمعاملة المعتقلين بما فيها الحق في الرعاية الصحية والماء النظيف والتهوية.  

وفي ظل صمت المؤسسات الدولية المعنية يظل آلاف الأسرى الفلسطينيين يواجهون صيفا قاسيا خلف القضبان محاصرين بحرارة خانقة وأمراض متفشية وسط بيئة لا تحتمل العيش الآدمي.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020