في سجن الدامون، حيث تحتجز عشرات الأسيرات الفلسطينيات في ظروف قاسية، تواصل الأسيرة سيرين محمد أسعد الصعيدي (مواليد 09 نيسان/ أبريل 1979) من بلدة بيت ليد – طولكرم، نضالها وصمودها خلف القضبان منذ اعتقالها منتصف ليلة 12 شباط/ فبراير 2025.
سيرين حاصلة على درجة الدكتوراه في العقيدة والشريعة من جامعة العلوم الإسلامية العالمية/ الأردن، وتعمل مدرّسة في مدرسة بنات طولكرم الشرعية وجامعة القدس المفتوحة.
وصفت سيرين واقع السجن المليء بالانتهاكات، إذ يبدأ رئيس القسم جولاته الصاخبة منذ الفجر، يتنقّل بين الغرف بالسباب والصراخ، وتنتهي جولة التفتيش بحلول التاسعة صباحا، فيما تعيش الأسيرات تحت وطأة القمع المتكرر والتفتيش العاري الذي طال إحدى الغرف قبل أيام قليلة.
وأضافت أن السجن مكتظ بالحشرات والصراصير، في ظل غياب الملابس والأغراض الأساسية التي يفترض أن تتوفر للأسيرات.
ذكرت سيرين زميلاتها في الزنزانة رقم (8)؛ لين مسك، منى عنبتاوي، انتصار عواودة، وباقي الأسيرات اللواتي يفتقدن عائلاتهن، حيث وجهت مجتمعات تحايا وسلامات إلى أهلهن:
آية خطيب، أماني النجار، رهام موسى، إيمان الشوامرة، ياسمين شعبان، ولاء طنجي، سلام كساب، فاطمة منصور (التي صنعت مع رفيقاتها كعكة احتفالا بعيد ميلاد زوجها)، شهد حسن، بنان أبو الهيجا، إسلام ودلال الحلبي، ميرفت وسهام من غزة، تسنيم عودة.
كما نقلت تحية خاصة لعائلة الأسيرة ولأم عمر وأبنائها، مؤكدة بلهجة مؤلمة: "حاسيتكم ناسييني.. نسيتوا أختكم ومش باعثين محامي؟ الهيئة مش سائلة عنا. حرام.. ليش؟"
بعثت سيرين بخاطرة مؤثرة قالت فيها: "إلى إخوتي وأخواني ميراث أمي وأبي، دمتم سداً منيعاً. إلى كرمية الطباع والأصل، باسمة الوجه ضاحكة العينين. إلى أساتذتي وزملائي في أكاديمية (روحي)، إلى مديرتي الغالية وزميلاتي وطالباتي العزيزات، إلى كل صديقات القلب والروح وأبناء إخوتي وخواتي، كل باسمه وشخصه، أشتاق إليكم جميعاً. تمنيّت أن أشارككم مناسباتكم. وأكاديمية (روحي) كانت بأساتذتها وطلبتها نوراً في ظلمات السجن. أشتاق إليكم جميعاً وعسى أن يكون اللقاء قريباً"
طلبت سيرين أن تحضر لها في أقرب استقبال ملابس وأغراض أساسية: جلباب كحلي، بنطال أسود، شال رمادي، حذاء أسود، بالإضافة إلى بعض الحاجيات الخفيفة مثل القهوة وقطعة حلوى. وأوصت أن تجلب لها كعكة من المخبز القريب كي لا تترك وحيدة على الحاجز.
لم تنسَ سيرين شؤونها خارج المعتقل، فتساءلت عن كتاب أرسلته عبر الصديقة سماح المزين، واستفسرت من مديرة مدرستها: هل جرى تعيين بديلة؟ وهل ستعود بعد الإفراج مباشرة إلى عملها أم ستمنح إجازة؟