القانون الدولي الإنساني تحت المقصلة(7): واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
تقرير/ إعلام الأسرى

منذ عقود يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال معركة البقاء الإنساني في مواجهة منظومة قمعية تستهدف أجسادهم وأرواحهم.

تتعدد الانتهاكات بين العزل الانفرادي، الإهمال الطبي، التجويع الممنهج، القمع النفسي والجسدي وقطع أخبارهم عن ذويهم.

يشكل الأسرى مهند شريم ، أمجد عبيدي وبهيج بدر  نماذج لهذه السياسات، حيث تكشف معاناتهم تفاصيل منظومة عقابية متكاملة تهدف إلى كسر إنسانية الأسير وإضعاف عزيمته في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف..

أولا : الأسير  مهند طلال منصور شريم

العمر: 50 عامًا

مكان السكن: مدينة طولكرم.

تاريخ الاعتقال: 5/5/2002

الوضع القانوني: محكوم بالسجن المؤبد 29 مرة + 20 عامًا إضافية

مكان الاحتجاز الحالي: عزل سجن جانوت .

الانتماء : من أبرز قادة كتائب القسام في طولكرم

أبرز الانتهاكات والمعاناة:

- يعيش في عزلٍ انفرادي منذ اندلاع الحرب على غزة. وحُرم من الزيارات ومن التواصل مع عائلته ومحاميه لفترات طويلة.

- فقد أكثر من 45 كيلوغرامًا من وزنه بسبب سياسة التجويع المتعمدة. يعاني من آلام حادة في الظهر (الديسك) وهزالٍ عامٍّ في الجسد.

- بقي معزولًا عن أخبار العالم الخارجي، ولم يعلم بانتهاء صفقة طوفان الأحرار إلا بعد زيارة محاميه الأخيرة.

ثانيا : الأسير الكاتب: أمجد أحمد عيسى عبيدي

العمر: 56 عامًا

السكن: بلدة زبوبا – غرب جنين

تاريخ الاعتقال: 7/11/2003

الوضع القانوني: محكوم بالسجن المؤبد 23 مرة + 50 عامًا إضافية

مكان الاحتجاز: سجن ريمون

الانتماء : من أبرز كوادر الحركة الأسيرة والكتاب داخل السجون

أبرز الانتهاكات والمعاناة :

- لم يتمكن محاموه أو عائلته من زيارته منذ أكثر من عامين، ورغم مرور خمسة أشهر على وفاة والدته، لم يصله نبأ رحيلها بعد، في واحدةٍ من أقسى صور العزل الإنساني داخل السجون.

- يعاني من ديسك حادٍّ وآلام مزمنة في الظهر والمفاصل، تفاقمت بعد 7 أكتوبر نتيجة الحرمان من العلاج والفحوص.

- يعاني من فقدانٍ واضح في الوزن نتيجة سياسة التجويع الممنهجة ضد الأسرى.

- محروم من الملابس والفورة ووسائل الراحة الأساسية ويعيش في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي.

ثالثا : الأسير بهيج محمد محمود بدر

العمر: 50 عامًا

مكان السكن: بلدة بيت لقيا – قضاء رام الله

تاريخ الاعتقال: 27/7/2004

الوضع القانوني: محكوم بالسجن المؤبد 18 مرة

مكان الاحتجاز: سجن جانوت

الانتماء : من أبرز الأسرى ذوي الأحكام العالية وأحد رموز الثبات والصبر في سجون الاحتلال

أبرز الانتهاكات والمعاناة:

- محروم من زيارة الأهل منذ ما يزيد عن عام كامل، ولا يعرف شيئًا عن أوضاع عائلته. لم تصله أي معلومات حول صفقات التبادل الأخيرة، ولا يعلم بتحرر شقيقه الأسير باهر بدر في صفقة طوفان الأحرار 3.

- يتعرض للضرب المبرح والإهانات المتكررة خلال نقله إلى غرف الزيارة أو التحقيق، ويُحتجز لساعات طويلة في ظروف قاسية تصل إلى 12 ساعة.

- يعاني من ضعفٍ واضحٍ في البنية وفقدانٍ كبيرٍ في الوزن نتيجة سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إدارة السجون منذ حرب الإبادة على غزة.

- يعيش عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، في ظل انقطاع الزيارات وغياب أي تواصل مع عائلته منذ فرض "الطوارئ" في السجون.

الانتهاكات في ضوء القانون الدولي

- المادة (20) من قواعد مانديلا تضمن للأسير الحق في غذاء كاف وصحي، بينما يتعرض القائد مهند شريم لتجويع ممنهج وعزل قاس.

- المادة (91) من اتفاقية جنيف الرابعة تُلزم دولة الاحتلال بتوفير رعاية طبية مناسبة وهو ما يحرم منه الأسرى  بشكل واضح.

الانتهاكات في ضوء القانون الدولي :

- المادة (76) من اتفاقية جنيف الرابعة تُلزم باحتجاز المعتقلين في ظروف إنسانية بينما يحتجز  الأسير بهيج بدر  في وسط معيشي قاس.

- المادة (91) من اتفاقية جنيف الرابعة تلزم بتوفير أدوية وعلاج مناسب للأمراض المزمنة لكن الاحتلال يتعمد منعها كما فعل مع الأسير مهند شريم والأسير أمجد عبيدي.

- حرمان الأسير من العلاج يعد بموجب نظام روما الأساسي جريمة ضد الإنسانية باعتبارها "تصفية بطيئة".

انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني في التعامل مع الأسرى

- رغم وضوح القواعد التي وضعها القانون الدولي الإنساني لحماية الأسرى والمعتقلين، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي حول الأسرى الفلسطينيين إلى ساحة مفتوحة لانتهاك هذه القواعد على نحو ممنهج.

- تنص المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع على حظر التعذيب والمعاملة القاسية، وضمان ظروف احتجاز إنسانية، إلا أن الواقع داخل السجون الإسرائيلية يكشف عن ممارسات مناقضة تماما: عزل انفرادي يمتد لسنوات، حرمان من العلاج حتى الموت، اعتقال إداري دون تهمة أو محاكمة عادلة، وتعمد إذلال الأسرى في تفاصيل حياتهم اليومية.

- كما تؤكد اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984 أن أي شكل من أشكال التعذيب النفسي أو الجسدي محظور بشكل مطلق.

- غير أن الاحتلال جعل من التعذيب سياسة ثابتة، تبدأ من لحظة الاعتقال بالضرب والشبح والتحقيق الطويل ولا تنتهي عند الإهمال الطبي المتعمد الذي حصد أرواح عشرات الأسرى منذ بداية الحركة الأسيرة.

- أما القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فقد نص بوضوح على حق المعتقلين في مراجعة قضائية عادلة وفي معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم.

-  لكن الاحتلال أفرغ هذه النصوص من مضمونها عبر محاكم عسكرية تفتقر للحد الأدنى من العدالة، وعبر منع الأسرى من زيارة محاميهم أو التواصل مع ذويهم الأمر الذي جعل من الاعتقال أداة عزل تام عن العالم الخارجي.

ورغم التوثيق الواسع لهذه الانتهاكات من قبل المؤسسات الحقوقية والأممية يواصل الاحتلال الإفلات من المساءلة الدولية، ما يعكس حالة انفلات من العقاب ويشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأسرى.

ويؤكد مكتب إعلام الأسرى في هذا السياق أن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون "يمثل خرقا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية، ويكشف عن ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع جرائم الاحتلال، الأمر الذي يجعل حياة الأسرى وكرامتهم الإنسانية مهددة على نحو يومي".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020