أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي حملات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين، حيث رصد المركز (540) حالة اعتقال خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية أكتوبر في الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (19300) حالة اعتقال، طالت (600) امرأة وفتاة، وحوالي (1540) طفلاً، وآلاف الأسرى المحررين، وعدداً من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال أكتوبر الماضي (540) مواطناً، بينهم (8) سيدات و(39) قاصراً، وارتقى 3 شهداء في سجون الاحتلال.
وأعادت خلال الشهر الماضي اعتقال القيادي "جمال الطويل" بعد مداهمة منزله في البيرة، ولم يمضِ على الإفراج عنه من آخر اعتقال سوى عدة شهور، وكان قد أمضى أكثر من 18 عاماً في سجون الاحتلال.
اعتقال النساء والأطفال
بيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال، حيث وصل عدد المعتقلين القاصرين خلال شهر أكتوبر الماضي إلى (39) طفلاً، أصغرهم الطفل "محمد أحمد خروب" (13 عاماً) من مخيم الجلزون شمال رام الله، والطفل "محمود شادي مليطات" (13 عاماً) من بلدة بيت فوريك بنابلس.
بينما عمل الاحتلال على استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات، حيث وصلت حالات الاعتقال بينهن إلى (8) حالات، بينهن أمهات شهداء مطلوبين للضغط عليهن لتسليم أبنائهن لأنفسهم، إذ اعتقلت والدة الشهيد "محمد اشتية" من رام الله، ووالدة الشهيد "عيد مرعي" من جنين، ووالدة منفذ عملية "قدوميم" من قلقيلية.
كما اعتقلت الشابة "فرح حنايشة" من قباطية بجنين، والفتاة "آلاء غريب" من الخليل، والمصوّرة الصحفية "إسراء خمايسة" من الخليل.
استشهاد ثلاثة أسرى
وكشف مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال أكتوبر الماضي ليصل إلى (317) أسيراً شهيداً، منهم (80) شهيداً معلومة هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في السابع من أكتوبر 2023 وحتى نهاية أكتوبر، وذلك بارتقاء ثلاثة شهداء جدد خلال الشهر، وهم:
الأسير المسن كامل محمد العجرمي (69 عاماً) من غزة، وكان قد اعتُقل في أكتوبر من العام 2024، وتعرض لتعذيب قاسٍ رغم كبر سنه، مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي مؤخراً بشكل كبير، ونقل إلى مستشفى "سوروكا" حيث أُعلن عن وفاته.
الأسير محمود طلال عبد الله (49 عاماً) من سكان جنين، وكان قد اعتقل في فبراير الماضي، وطرأ تدهور على وضعه الصحي، وبعد إجراء فحوصات تبين إصابته بمرض السرطان في مراحله المتقدمة، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه أو تقديم علاج مناسب له، وتم نقله إلى سجن مستشفى الرملة، وبعد تردي وضعه الصحي بشكل كبير نقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه" حيث أُعلن عن وفاته هناك.
الأسير الإداري أحمد حاتم خضيرات (22 عاماً) من سكان الخليل، وكان قد اعتُقل في مايو الماضي رغم معاناته من مرض السكري، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري، وقد تراجعت صحته بشكل كبير في سجن النقب وأُصيب بمرض "سكابيوس" وتشنجات وعدم القدرة على الحركة، واضطر الاحتلال لنقله إلى مستشفى "سوروكا" ولكن بعد فوات الأوان حتى ارتقى شهيداً.
وبيّن المركز أن العدد ارتفع خلال الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر إلى (318) أسيراً بارتقاء الأسير محمد حسين غوادره من جنين نتيجة الإهمال الطبي.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال صعّدت بشكل واضح الشهر الماضي من جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث أصدرت ما يزيد على (809) قرارات إدارية ما بين جديدة وتجديد، دون أي تهمة، منها (4) قرارات صدرت بحق الأسيرات.
وقد صعّد الاحتلال من إصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى منذ حرب الإبادة، حيث وصلت أعداد الإداريين إلى أكثر من (3500) أسير، وهو ما يشكّل أكثر من ثلث عدد الأسرى في سجون الاحتلال البالغ عددهم (9500) أسير.
صفقة التبادل
وأشار مركز فلسطين إلى أن المقاومة استطاعت خلال الشهر الماضي تنفيذ صفقة تبادل مع الاحتلال في إطار اتفاق على وقف العدوان على قطاع غزة، أُفرج بموجبها عن (1968) أسيراً، منهم (250) من أسرى المؤبدات والأحكام العالية، وتم إبعاد (154) أسيراً منهم، و(1718) أسيراً من قطاع غزة اعتُقلوا خلال حرب الإبادة على القطاع.
ومن بين أسرى المؤبدات الذين أُفرج عنهم (137) أسيراً من عمداء الأسرى، وهم الذين أمضوا ما يزيد على 20 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال. وبذلك بلغت نسبة عمداء الأسرى الذين أُفرج عنهم في إطار صفقات التبادل الثلاثة مع المقاومة (80%) من إجمالي عمداء الأسرى في سجون الاحتلال، كما بلغت نسبة المفرج عنهم من الأسرى المحكومين بالمؤبد (87%) من إجمالي المحكومين بالمؤبد، مما يشكّل إنجازاً حقيقياً للمقاومة الفلسطينية.
أسرى غزة
وكشف مركز فلسطين أن قوات الاحتلال واصلت خلال شهر أكتوبر الاعتقالات من قطاع غزة في إطار استمرار العدوان على القطاع، حيث اعتقلت (5) صيادين خلال عملهم في صيد الأسماك مقابل شواطئ القطاع، بينما اعتقلت (9) مواطنين من حي النصر شرق مدينة رفح جنوب القطاع، واعتقلت (15) مواطناً من منطقة الفخاري شرق خانيونس خلال عودتهم لتفقّد منازلهم.
ورغم الإفراج عن (1718) أسيراً من قطاع غزة خلال صفقة التبادل الثالثة، لا يزال الاحتلال يعتقل حوالي (1800) أسير من القطاع، يتعرضون لكل صنوف الانتهاك والتعذيب الممنهج، ويُحرمون من كل مقومات الحياة، ويمارس الاحتلال بحقهم سياسة التجويع والإهمال الطبي، وخاصة الأسرى المعتقلين في سجن "ركيفت" الذي أُقيم حديثاً تحت الأرض، حيث يصنفهم الاحتلال بالخطيرين جداً.
وأكّدت عمليات تسليم جثامين الشهداء ضمن صفقة التبادل ما تحدثنا عنه سابقاً من ارتكاب جرائم إعدام بشعة بحق الأسرى، حيث وُجدت جثامين الشهداء مقيّدة ومعصوبة الأعين، وبعضهم تم شنقه بالحبال، وآخرون أُطلق الرصاص عليهم من مسافات قريبة، وآخرون قُتلوا بالضرب والتعذيب. كذلك توجد شكوك كبيرة في تنفيذ الاحتلال عمليات سرقة أعضاء من أجساد الشهداء، حيث وُجد العشرات منها فارغة من الداخل ومحشوة بالقطن.