الدامون سجن الأسيرات الموجوعات: قمع وتنكيل ممنهج خلف الجدران المغلقة
الضفة/ إعلام الأسرى

خلف أسوار سجن الدامون تحجب الحقائق وتمارَس انتهاكات ممنهجة بحق الأسيرات، حيث تتحول الاقتحامات الليلية المتكررة إلى أحد أبرز مظاهر التنكيل، وتقاس المعاناة هناك بما يصادر من كرامة وحقوق إنسانية أساسية

سجن الدامون الذي يضم حاليا 39 أسيرة فلسطينية، بات رمزا للعزل المضاعف عن أبسط الحقوق. أسيرات الدامون يعانين من انعدام الرعاية الصحية، قلة الطعام وسوء نوعيته، حرمان من الاستحمام إلا في ساعات الفورة المبكرة، وعدم توفر الملابس وأدوات النظافة الشخصية، في سجن يفرّغ كل لحظة من معناها الإنساني.

الاقتحامات الليلية باتت كابوسا دائما، إذ تجبر الأسيرات على ارتداء "ملابس الصلاة" طيلة اليوم خشية مباغتتهن من قبل السجانين، الذين لا يراعون خصوصية أو كرامة. التفتيش العاري، الشتائم، والإهانات اليومية أصبحت أدوات "التأديب" الدائم للأسيرات اللواتي يُتركن لمصير صحي ونفسي مجهول، في غياب تام لأي رقابة دولية أو حقوقية فعلية.

الأسيرة سيرين صعيدي جسد ينهكه المرض وعين لا تنام من القهر  

بين جدران الدامون تقبع الأسيرة سيرين محمد أسعد صعيدي (56 عامًا) من بلدة بيت ليد قضاء طولكرم، في زنزانة لا تعرف الدفء منذ لحظة اعتقالها. اعتقلت في فصل الشتاء وتعرضت منذ الساعات الأولى للتنكيل والتفتيش العاري أكثر من مرة، لتبدأ رحلة من الإذلال المستمر الذي لم يتوقف عند الباب الأول.

الأسيرة صعيدي تعاني من خلل في الغدة النخامية وحساسية مزمنة، وتحتاج إلى متابعة صحية وأدوية منتظمة، ورغم ذلك لم تتلقَّ الرعاية اللازمة و تشتكي من ظروف صحية صعبة،  اشتكت من مصادرة ملابسها وحذائها، وحاجتها الماسة إلى مستلزمات العناية الشخصية التي تعد حقا أساسيا لكل إنسان.

تحدثت الأسيرة خلال زيارة محاميتها عن اقتحامات مفاجئة لغرفتها ليلا، وعن شتائم وإهانات متكررة تمارس بحقها وبحق رفيقاتها وعن شعور مستمر بانعدام الأمان. هي ليست سوى واحدة من بين عشرات النساء اللواتي يُعاقبن فقط لأنهن فلسطينيّات.

صمت دولي، وألم يومي  

لا تزال المؤسسات الدولية تغض الطرف عن الجرائم اليومية التي تُرتكب في سجن الدامون وسط مناشدات حقوقية بضرورة زيارة السجن والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة بحق الأسيرات. فحين تتحول الزنزانة إلى غرفة تعذيب باردة، وتنتزع من الأسيرة خصوصيتها وإنسانيتها، فإن الحديث عن القانون والعدالة يصبح نكتة سوداء أمام جدران دامون الصامتة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020