تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي خرق المواثيق والمعاهدات الدولية، من خلال استهدافها المتعمد للمحررين ضمن صفقة "طوفان الأحرار" الأخيرة، عبر حملات اعتقال واستدعاء ممنهجة، خاصة بحق أسرى سابقين بعينهم، بهدف الضغط عليهم، وإرباك حياتهم، وإبقائهم في دائرة الملاحقة الدائمة.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال كثّفت في الأشهر الأخيرة من اعتقالاتها المتكررة للمحررين سلامة القطاوي، والجريح حمزة شريم، في ممارسات تعكس نية واضحة للانتقام منهم، حيث تم اعتقالهما عدة مرات، كان آخرها فجر اليوم الإثنين، بعد اقتحام منازلهم.
وأوضح المكتب أن الاحتلال أعاد فجر اليوم اعتقال الأسير المحرر سلامة القطاوي، إضافة إلى ثلاثة من أشقائه وهم: إياس، وعدي، ورئاس، وكذلك ابن شقيقه محمد القطاوي، وذلك بعد تدمير منزلهم في بلدة بيرزيت شمال رام الله. وتجدر الإشارة إلى أن "القطاوي" كان قد اعتُقل سابقًا في مايو الماضي، حيث خضع للتحقيق لساعات قبل الإفراج عنه، ثم أُعيد اعتقاله مجددًا بعد أسبوع، وخضع لتحقيق آخر. كما استدعته مخابرات الاحتلال في أبريل الماضي للتحقيق في معتقل عوفر.
ويُذكر أن الأسير القطاوي كان قد أمضى 15 عامًا في سجون الاحتلال، وتبوأ خلالها مناصب قيادية في صفوف الحركة الأسيرة، حيث شغل منصب رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال.
أما الأسير المحرر الجريح حمزة شريم، فقد أُعيد اعتقاله فجر اليوم أيضًا، بعد مداهمة منزله وتحطيم محتوياته في حي كفر سابا بمدينة قلقيلية. ولم تكن هذه المرة الأولى، إذ سبق أن اعتُقل في 22 مايو الماضي بعد اقتحام منزله، وخضع للتحقيق لساعات قبل أن يُفرج عنه، مع تهديدات صريحة بإعادة اعتقاله إذا مارس أي نشاط.
وبيّن إعلام الأسرى أن الاحتلال بدأ منذ الأيام الأولى بعد إتمام صفقة "طوفان الأحرار" – في شهري يناير وفبراير الماضيين – حملة استهداف منظمة بحق المحررين، حيث أعاد اعتقال أكثر من 22 محررًا من أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة. وقد أفرج عن عدد منهم لاحقًا، فيما حُوّل سبعة محررين إلى الاعتقال الإداري المتجدد، بذريعة "التحريض" حسب ادعاءات الاحتلال.
ومن أبرز هؤلاء المحررين، الأسير السابق وائل الجاغوب (58 عامًا) من نابلس، الذي كان قد أمضى 23 عامًا في سجون الاحتلال. وقد أُعيد اعتقاله بعد أقل من ثلاثة أشهر على تحرره، وصدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة 5 أشهر ونصف. وعلى الرغم من صدور قرار بالإفراج عنه من محكمة الاحتلال، فإن نيابة الاحتلال قدّمت استئنافًا، مما أدى إلى إبطال قرار الإفراج، ولا يزال الجاغوب قيد الاعتقال حتى الآن.