"نحن لا نعرف أين هو ولا كيف حاله، لا أحد يرد علينا"، بهذه الكلمات الموجعة عبر نجل الأسير المقدسي أيمن الشرباتي (الملقب بـ"المواطن") عن حالة القلق التي تعيشها العائلة منذ شهور، بعد انقطاع التواصل مع والده المعتقل منذ 27 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أيمن الشرباتي، أحد رموز الحركة الأسيرة، يقضي حكما بالسجن المؤبد منذ اعتقاله عام 1998. خاض معارك طويلة ضد سياسات القمع والعزل والتنكيل، ودفع من عمره وصحته ثمنا لمواقفه الثابتة وكرامته.
لا معلومات مؤكدة والعائلة تطالب بالتحقق
تفيد آخر معلومة وصلت العائلة قبل عدة أشهر، بأن أيمن كان محتجزا في العزل الانفرادي في سجن "مجدو". ومنذ ذلك الوقت، لم تتوفر أي تفاصيل جديدة. وعندما حصلت محاميته مؤخرا على تصريح لزيارته في سجن النقب، جاء الرد الصادم من إدارة السجن: "أيمن الشرباتي غير موجود هنا".
تقول العائلة إنها تشعر بالقلق من هذا الغموض. "نخشى أن يكون قد تعرض لمشكلة صحية أو لاعتداء جسدي، ولا يريدون إبلاغنا"، يقول نجله، مؤكدا أن والده كان يعاني في الفترة الأخيرة من تدهور صحي، وأن ظروف العزل تزيد من معاناته النفسية والجسدية.
سيرة نضال خلف القضبان
منذ اعتقاله خضع الشرباتي لتحقيقات قاسية وتعرض للتنكيل والعزل أكثر من عشر مرات، امتدت لفترات طويلة.
كما خاض عدة إضرابات عن الطعام احتجاجا على ظروف الاعتقال، وعلى استخدام العزل كأداة للعقاب.
ورغم كل ذلك، بقي "المواطن" صوتًا صلبا داخل المعتقلات، ورمزا من رموز الحركة الوطنية الأسيرة، ومثالا للإرادة والصمود.
دعوة لتحرك المؤسسات الحقوقية
في ظل الغموض الحالي بشأن وضعه، تطالب العائلة جميع المؤسسات الإنسانية والحقوقية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك لأداء دورها في متابعة أوضاع الأسرى المعزولين، وضمان سلامتهم وظروف احتجازهم، وتوفير الحد الأدنى من التواصل مع ذويهم.
وأكد مكتب إعلام الأسرى أن استمرار تغييب المعلومات عن الأسير الشرباتي يحتم تدخلا مسؤولا من الجهات الدولية، لمساءلة إدارة السجون ووقف سياسات العزل القاسية بحق الأسرى الفلسطينيين.