الاعتقال من العتبة الأولى.. رحلة النساء الفلسطينيات من اقتحام المنزل حتى بوابة الحرية
تقرير/ إعلام الأسرى

تبدأ معاناة الأسيرات الفلسطينيات منذ اللحظة الأولى لاقتحام قوات الاحتلال منازلهن، غالبا في ساعات الفجر أو مساء في وقت متأخر، حين تحاصر القوات المنزل وتقتحم الأبواب بالقوة، وسط صراخ وشتائم، ودون مراعاة لوجود الأطفال أو كبار السن.

تجرى عمليات التفتيش بشكل فوضوي يبعثر محتويات البيت، وتصادر الهواتف والأجهزة، في مشهد يخلف صدمة نفسية للعائلة.

كثيرا ما تتعرض الأسيرة أثناء الاعتقال للشد من الشعر، أو التقييد العنيف، أو تغمية العينين، مع حرمانها من ارتداء ملابسها الكاملة أو حجابها، في انتهاك صريح لكرامتها. ترافق هذه اللحظات عادة موجة من الشتائم والإهانات قبل نقلها في ظروف قاسية إلى مراكز التحقيق أو السجون، مرورا بالمعبار العسكري الذي يشكل محطة إذلال إضافية حيث يتم تفتيش الأسيرات بطرق مهينة، وأحيانا إجبارهن على الخضوع لتفتيش عارٍ.

لا تنتهي رحلة الانتهاك عند لحظة إدخال الأسيرة إلى السجن، رحلة الانتهاك تبدأ فصولها الجديدة من المعاناة اليومية خلف الأبواب الحديدية. داخل السجون الإسرائيلية تتحول الحياة إلى سلسلة من الاختبارات القاسية لكرامة الأسيرة وصحتها وصبرها.

الاقتحامات الليلية : تقتحم وحدات القمع غرف الأسيرات في ساعات متأخرة، مزودة بالأسلحة والكلاب البوليسية، حيث يتم تفتيش الغرف بعنف، قلب الفراش، مصادرة الممتلكات البسيطة، وإجبار الأسيرات على الوقوف لساعات، أحيانا وسط الشتائم والتهديدات.

التفتيش المهين: يفرض على الأسيرات الخضوع لتفتيش جسدي مهين، قد يصل إلى التفتيش العاري، في انتهاك صارخ لخصوصيتهن وكرامتهن، ويستخدم كأداة إذلال وسيطرة نفسية.

الحرمان من الفورة : تعمد إدارة السجن إلى حرمان الأسيرات من ساعة الهواء في الساحة، كعقوبة جماعية، وهو الإجراء الذي يحرمهن من أشعة الشمس والحركة، ويضاعف شعورهن بالعزلة.

الإهمال الطبي : تواجه الأسيرات المريضات تأجيلا متعمدا للعلاج، ورفضا لتوفير الأدوية اللازمة أو إجراء الفحوصات الطبية، مما يفاقم الحالات الصحية، خاصة للمصابات بأمراض مزمنة أو جروح ناتجة عن الاعتقال.

سوء التغذية ورداءة المعيشة : تقدم وجبات غير كافية أو فاسدة، مع نقص في المياه النظيفة وأدوات النظافة الشخصية ما يعرض الأسيرات للأمراض الجلدية والمعدية.

العزل الانفرادي والنقل التعسفي: تستخدم هذه الإجراءات لمعاقبة الأسيرات أو كسر إرادتهن، حيث يتم نقل الأسيرة فجأة من قسمها وحرمانها من التواصل مع زميلاتها.

الضغط النفسي والحرب النفسية : عبر التهديد باعتقال أفراد العائلة، أو الحرمان من الزيارات، أو فرض الغرامات المالية، أو استخدام الشتائم والإهانات بشكل متكرر.

ورغم كل ذلك تبقى الأسيرات الفلسطينيات رمزا لصمود لا ينكسر، يواجهن الجدران الباردة بالإيمان، ويتقاسمن كسرة الخبز والضحكة القليلة كأنها إعلان تحد في وجه السجان.

وحين تأتي لحظة التحرر تحمل الأسيرة معها آثار هذه الرحلة القاسية لكنها تعانق الحرية بوجه مرفوع لتواصل حياتها وهي تحمل إرثا من التجربة وشهادة حية على قسوة الاحتلال وإصرار المرأة الفلسطينية على البقاء.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020