الأسير إسلام حامد : إرادة لا تعزل ونضال يقابل بالقمع
تقرير/ إعلام الأسرى

خطاب، محمد الفاتح، خديجة، أسماءٌ بأعمارٍ غضة لم يتح لعائلتهم أن تجتمع وإياهم في بيت واحد على سفرة واحدة، لم ترهقهم ذكريات المحبة والحضن الدافئ، ففي الوقت الذي كافحت والدتهم حتى تبني لهم بيتاً رغم غياب أبيهم، واجه والدهم حكماً جائراً وعزلاً وضرباً مبرحاً فقط في أعقاب الإجراءات الانتقامية المترتبة بحق الأسرى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر.

في إطار دوره التوثيقي والإنساني، يطلق مكتب إعلام الأسرى سلسلة تقارير خاصة تسلط الضوء على معاناة الأسرى المعزولين وذوي الأحكام العالية، يستعرض فيها قصصهم الفردية، وتجارب العزل القاسي، والتنقلات التعسفية، والإهمال الطبي الممنهج الذي يتعرضون له في محاولة لكشف جانب من حجم الانتهاكات داخل سجون الاحتلال، والأسير إسلام حسن حامد(40 عاماً) سكان سلواد، قضاء مدينة رام الله أحد هؤلاء الأسرى.

مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى شقيق الأسير إسلام حامد للوقوف على آخر المعلومات المتوفرة بحقه في ظل الهجمة الشرسة الممارسة بشكل عام بحق كافة الأسرى في أعقاب حرب ما بعد السابع من أكتوبر، حيث أكد شقيقه بأنه يخضع للعزل في سجن جانوت، ولا معلومات كافية عنه منذ فترة طويلة، وتنتزع العائلة حقها من المعلومات عبر الأسرى المحررين وعبر محامين آخرين تمكنوا من زيارة أسرى يملكون معلومات حول إسلام.

يقول شقيقه" المحامي الذي زار الأسير مروان البرغوثي قال لنا بأن إسلام في عزل جانوت، آخر ما نعرفه عن أخي بأنه كان في أوائل أشهر الحرب قد تعرض لضرب مبرح بعصي "الطواري" رداً على ما حصل في حرب السابع من أكتوبر، حتى أنه أشيع في وقت ما أنه تعرض لكسر في يده ولم تستطع العائلة التحقق من هذه المعلومة، كما لا تعرف تفاصيل خاصة حول وضعه الصحي ولكن تخوفاتها كبيرة إزاء ما يخرج من أخبار في سجون الاحتلال".

يقول شقيق إسلام حامد"أخي صاحب بنية قوية، إنسان رياضي يمارس الرياضة بانتظام، لكنني لا أستطيع تخيل ما حدث له في هذه الأشهر التي انقطعت فيها أخباره، وفي ظل ما نعرف وما أخبرنا به أسرى محررون قبل أن يتم عزله، فقد كان أخي يتعرض لضرب وقمع واعتداءات، ولا نعرف حجم ما خلفته هذه الاعتداءات في جسده حتى اليوم، لكننا نأمل ونؤمن أنه بصحة وعزيمة جيدة".

في الأشهر الأولى للحرب كان الأسير إسلام حامد في سجن النقب ثم جرى نقله إلى نفحة قبل أن يتم دمجه مع سجن ريمون ليصبح سجن جانوت، واليوم إسلام أحد الأسرى المعززلوين في جانوت، تغيب معلوماته عن عائلته بشكل متعمد، وبتاريخ 20/1/2024، علم في أثناء اعتقاله بوفاة والده وتلقى الخبر صابراً محتسباً واعداً نفسه ألا يبكي ولا يضعف، ولم تتح له فرصة وداعه وممارسة رفاهية الحزن عليه.

الأسير إسلام حامد منذ تاريخ 25/11/2024، جرى عزله بجانوت بذريعة تحريض الأسرى في السجون، وتحت هذا الشعار يمارس الاحتلال سياسة تجويع وتنكيل بحق الأسير حامد لا يعرف عنها أحد شيئاً ولا تعرف عائلته عنها الشيء الكثير أيضاً، لكن شقيقه وبحجم الأمل والإيمان لديه يقول" في كل محنة هناك منحة ربما جاء عزل أخي لإراحته قليلاً من عذاب الأمراض المنتشرة بين الأسرى قد يخفف العزل من التقاطه لهذه الأمراض".

بهذا الأمل النادر تواجه عائلة الأسير إسلام حامد أيامها، خطاب ابنه البكر صاحب ال12 عاماً لا يعرف والده، فحين جرى اعتقاله عام 2015 كان بعمر السنتين ولا يعرف من والده الشيء الكثير، ورفقة شقيقيه التوأمين محمد الفاتح وخديجة(4سنوات) ينتظر حرية والده، وينتظر رفقة والدته المكافحة أن يصبح طيف أبيه حقيقة ترافقه في سن مراهقته وشبابه ويحمل من طباعها وخصالها الشيء الذي يفتقد.

الأسير إسلام حامد أحد أوجه المقاومة الحرة حتى وهو خلف قضبان الاعتقال، فعام 2021، رزق بتوأميه عبر النطف المهربة، واستطاع أن يخطو بعائلته خطوة نحو الحرية حتى وهو معتقل، ولكنه بعد أشهر من فرحة عائلته بطفليه الجديدين صدر بحقه حكم نهائي بعد 7 سنوات توقيف ومحاكم ومدته كانت 21 عاماً بتهمة إطلاق نار على المستوطنين.

الأسير حامد خاض جملة من الاعتقالات قبل اعتقاله الحالي فقد بدأ عمره النضالي غضاً بعمر السابعة عشر اعتقل حينها ل5 سنوات وأفرج عنه وأعيد اعتقاله عام 2008 لمدة عامين إداريين، كما وتعرض لأشهر طويلة لمطاردة الاحتلال له قبل أن يتم اعتقاله، واليوم تدرك عائلته كره الاحتلال له وكره إدارة السجون لشخصه.

الأسير إسلام حامد هو ابن شقيق الأسير القيادي إبراهيم حامد يواجه كلاهما ذات التصعيد الممنهج لقاء نضالهما وحقهما المشروع في الوقوف خلف حرية بلادهما وحقوق أبناء الشعب الفلسطيني، وفي حين يتواجد إبراهيم في سجن شطة بحكمٍ مؤبد وأخبارٍ شحيحة، يتواجد إسلام حامد في عزل جانوت بجسدٍ لا تعرف عائلته حجم ما فعلته الأشهر المغيبة به.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020