الأسير المؤبد معمر شحرور: تلاحقه أشباح الألم والتجويع ويخضع لأوامر تمديدٍ مستمرة لقرار عزله الانفرادي
تقرير/ إعلام الأسرى

ينتهج الاحتلال سياسة إيصال الأسرى إلى مرحلة الموت دون رادع، ويمارس بحقهم أساليب إعدام بطيء عبر كميات الطعام القليلة التي توفرها إدارة السجون، وعبر حرمان الأسرى من حقهم الذي تضمنه لهم القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان في الحصول على العلاج بشكلٍ دوري، في إطار محاولة إنهاء حياتهم داخل السجون، كما وتُحرم عائلاتهم من معرفة تفاصيل أخبارهم وحق الزيارة منذ حرب الإبادة على غزة ويواجه أهالي الأسرى إلى جانب الطواقم القانونية معارك ضارية للوصول لأبنائهم ومعرفة ما يحدث لهم في سجونهم.  

مكتب إعلام الأسرى يواصل تسليط الضوء على الأسرى الذين يعانون من سياسة العزل ومن ظروفٍ صحية قاهرة، علاوةً على استمرار سياسة التجويع بحقهم، ويعرض سلسلة من التقارير المتعلقة بآخر أخبار ظروفهم الصحية والاعتقالية، وفي إطار ذلك يعرض تقريراً مفصلاً حول الوضع الصحي للأسير معمر فتحي شحرور(46عاماً) سكان طولكرم.

يتحدث مكتب إعلام الأسرى إلى عائلة الأسير شحرور والتي تؤكد بدورها بأنه متواجد حالياً في عزل جانوت، وبأنه منذ تاريخ 9/2/2024 يعاني من سياسة العزل ويعمد الاحتلال إلى إصدار قرارات تمديد لعزله الانفرادي بشكل متواصل كان آخرها تمديده مدة 6 أشهر أخرى، وذلك بحجة اعتباره مؤثراً على مجتمع الحركة الأسيرة، وبأنه يمكن أن يقود انقلاباً ما داخل السجون رفقة الأسرى.

تقول عائلة الأسير معمر شحرور" قبل نقل معمر إلى عزل جانوت كان متواجداً في عزل مجدو، هناك ذاق الأمرين، الطعام كان قليلاً ووضعه الصحي كان سيئاً للغاية، ولمدة 6 أشهر لم يحصل على علاج لمرض الروماتيزم الذي يعاني منه، وفقد من وزنه الكثير لقاء سياسة التجويع والإهمال الطبي".

يعاني الأسير شحرور من آثار مرض الروماتيزم والتي ونتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له في عزل مجدو أحدثت مشاكل أدت لإصابة أصابع قدميه ويديه بمشاكل حركية وأصبح غير قادرٍ على طيها، إضافة إلى أنه حرم من الحصول على إبرة كان يأخذها بشكل شهري لمرض الروماتيزم وحرم من علاجه اليومي، ونتيجة ذلك تفاقم وضعه الصحي سوءاً، ونظراً لسياسة التجويع فقد وصل وزنه لما يقارب 48 كيلو، بعد أن كان 70 كيلو، وبعد انتقاله إلى عزل جانوت وحسب تأكيد محاميه فإن وضعه الصحي أصبح أفضل مما كان عليه في عزل مجدو.

نتيجة تنقله من عزل لآخر ونتيجة سياسة التجويع والإهمال الطبي الذي تعرض لها الأسير شحرور وصل إلى مرحلة الموت، وحتى اليوم لا يزال الاحتلال مستمراً في عزله وفي قرارات تمديده التي لا تعرف العائلة بعد إن كان هناك سقف محدد أم لا.

يمتلك الأسير شحرور قاعدة اجتماعية وشعبية بين إخوانه الأسرى وهي التي جعلت الاحتلال يعمد إلى إبقائه في العزل لفترات طويلة، كي لا يصبح مؤثراً عليهم، الأسير شحرور عنوان بارز في الشجاعة والإقدام، انخرط في أعمال المقاومة منذ كان في عمرٍ صغير، وقد شارك في عملية مطعم بارك برفقة الأسير عباس السيد، وساهم في عمليات أخرى متعددة، ولقاء انخراطه في أعمال المقاومة وعمليات أدت لمقتل عدد كبير من المستوطنين، صدر بحقه لاحقاً عقب اعتقاله حكمٌ بالسجن المؤبد المكرر 29 مرة، إضافة إلى 20 عاماً أخرى.

في العام 2002 تمكن الاحتلال من اعتقاله بعد مطاردة استمرت لأشهر طويلة، حيث حاصرت قوات الاحتلال المكان الذي كان متحصناً فيه في طولكرم واعتقلته، وتعرض للتحقيق المطول قبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، كما وتعرض إخوته الأربعة لاعتقالاتٍ متكررة لفترات متفاوتة في سجون الاحتلال.

لم تقف سنوات الأسر عائقاً في طريق الأسير شحرور فقد استطاع أن يكمل مرحلته التعليمية، وحصل على درجتي بكالوريوس، كما وحصل على درجة ماجستير في العلوم السياسية والإعلام، ونتيجة عمله الاجتهادي في سجون الاحتلال وقاعدته الاجتماعية يواجه اليوم سياسة عزلٍ غير مبررة، وإهمالٍ طبيٍ يحرمه حق العلاج.

الأسير معمر شحرور أحد عمداء الأسرى الذين تشهد لهم السجون بمواقفهم المشرفة والداعمة للحركة الأسيرة فقد والديه وشقيقه خلال فترة اعتقاله، ولم تتح له فرصة وداعهما، وتنتظر عائلته كغيرها من عائلات الأسرى زيارات المحامين الشحيحة لمعرفة تفاصيل أخباره، وعلى الطرف الآخر لا يزال قرار عزله معلقاً حتى إشعاراً آخر فقط لأنه صاحب رأي حر وشخصية يجتمع الأسرى كلهم على محبتها واحترامها.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020