أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أنّ سلطات الاحتلال واصلت سياسة الاعتقالات في الضفة الغربية والقدس المُحتلّتين، حيث رصد في تقريره الشهري (550) حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي بينهم (14) امرأة و(52) طفلًا بينما ارتقى أسيرين في الأسر نتيجة الإهمال الطبي.
وأوضح مركز فلسطين أنّ الاحتلال نفذ حملات اعتقال جماعية طالت العشرات من المواطنين تم تجميعهم في منازل المواطنين أو ساحات واسعة والتحقيق معهم ميدانيًّا لساعات والضغط عليهم بعدة وسائل منها التهديد والإهانة والضرب لتقديم معلومات للاحتلال، وقد أُفرج عن غالبيتهم بينما تم نقل عدد منهم إلى مراكز التحقيق.
مشيرًا إلى أنّ الاحتلال نفذ خلال أبريل الماضي في قرية كوبر شمال رام الله حملة اعتقالات طالت أكثر من 40 شابًّا وحوّل منزل المحرر ضمن الصفقة والمُبعَد "نائل البرغوثي" لمركز تحقيق ميداني، بينما اقتحمت مخيم الدهيشة في بيت لحم واحتجزت ما يزيد عن 30 مواطنًا في منزل الأسير "نضال أبو عكر" وحولته لثكنة عسكرية ومركز تحقيق، كذلك في مدينة الظاهرية جنوب الخليل نفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من 60 شابًّا، واحتجزتهم في منزل لعائلة الهوارين حولته لمركز تحقيق للمعتقلين، بينما نفذت في مدينة قلقيلية حملة اعتقالات جماعية طالت 20 مواطنًا وحوّلت منزل المواطن "جمال دواود" للتحقيق منهم المحررة "مارغريت الراعي"، فيما احتجزت أكثر من 60 مواطنًا بعد اقتحام مخيم الفوار جنوب الخليل وحققت معهم لساعات وأفرجت عن غالبيتهم بعد التحقيق الميداني بينما اعتقلت منهم 8 نقلتهم إلى مراكز التحقيق، وفي قرية الطبقة جنوب دورا الخليل اعتقلت 20 مواطنًا خلال حملة اعتقالات ومن بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ومن بلدة جبع بجنين.
اعتقال النساء والأطفال
وبيّن مركز فلسطين أنّ سلطات الاحتلال واصلت استهداف النساء والأطفال بالاعتقال حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء خلال أبريل الماضي (14) حالة بينهم الطالبة في كلية التمريض بالجامعة الأمريكية حلا محمد عامر من جنين بعد اقتحام منزلها، والطالبة الجامعية ماسة غزال من نابلس، بينما اعتقلت الصحفية نادين جعفر من أحد أبواب المسجد الأقصى وأفرج عنها بشرط الإبعاد عن الأقصى لشهرين وغرامة مالية، كما اعتقلت السيدة نبيلة خلوف زوجة المطارد "سلطان خلوف" من جنين للضغط عليه لتسليم نفسه وتم الإفراج عنها بعد التحقيق، واعتقلت المحررة في صفقة التبادل مارجريت الراعي من قلقيلية وأُطلق سراحها بعد التحقيق لساعات، كما اعتقلت نادية أبو حمادة من مخيم بلاطة وتم الإفراج عنها بعد أسبوع من الاعتقال، واعتقلت السيدة "حنان محيسن" ونجلها محمد من بلدة العيساوية بالقدس، واحتجزت المحامية "آية حسن أرشيد" ونجلتيها الطفلتين "بيلسان 16 عامًا" و"لين 12 عامًا"، قرب مسجد طوالبة على مدخل مدينة جنين، والإفراج عنهم بعد ساعات، كما اعتقلت السيدة "ميسون مشارقة" من مدينة دورا جنوب الخليل ومددت اعتقالها عدة مرات.
فيما بلغت حالات الاعتقال بين القاصرين (52) حالة، أصغرهم الطفل "محمد نضال الزوربا" البالغ من العمر 7 سنوات فقط، اعتُقل من منزله في البلدة القديمة بالقدس، كذلك الطفل "وسيم تامر عقل" 11 عامًا من قرية المغير شمال شرق رام الله.
استشهاد أسيرين
وكشف مركز فلسطين أنّه في شهر أبريل ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (302) أسير بارتقاء شهيدين جدد، وهم الأسير "ناصر خليل ردايدة" 49 عامًا من بيت لحم، متزوج وأب لسبعة أبناء، وكان اعتقل في سبتمبر 2023 بعد إصابته برصاص الاحتلال، ومكث في مستشفى "شعاري تسيدك" فترة نتيجة إصابته، وقام الاحتلال بنقله إلى سجن مشفى الرملة السيئ قبل أن يتم علاجه ثم نقل إلى سجن النقب وتراجعت حالته الصحية في ظل الإهمال الطبي المتعمد، فاضطر الاحتلال مرة أخرى لنقله إلى مستشفى هداسا حيث أُعلن عن استشهاده.
والشهيد الآخر هو الأسير "مصعب عديلي" 20 عامًا من نابلس وكان اعتقل في مارس 2024 وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة 13 شهرًا، وأمضى محكوميته وقبل ثلاثة أيام من موعد إطلاق سراحه تراجعت صحته ونقل إلى مستشفى هداسا وأُعلن عن استشهاده.
القرارات الإدارية
وبيّن مركز فلسطين أنّ سلطات الاحتلال صعّدت بشكل واضح خلال الشهر الماضي من جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى حيث أصدرت (910) قرارًا إداريًا ما بين جديد وتجديد لفترات أخرى، منها قرارات استهدفت أسيرات فلسطينيات وأطفالًا قاصرين، حيث جدّدت محكمة الاحتلال الاعتقال الإداري للطفل "عمار صبحي عبد الكريم" 14 عامًا من رام الله لمدة 4 أشهر إضافية وهو أصغر أسير إداري في سجون الاحتلال.
أسرى غزة
وتابع مركز فلسطين أنّ الاحتلال واصل سياسة الانتقام بحق أسرى غزة الذين اعتقلهم خلال حرب الإبادة، حيث أكدت شهادات العشرات من الأسرى الذين أفرج عنهم الاحتلال خلال الشهر الماضي عن ارتكاب جرائم متعددة بحق الأسرى داخل السجون وخاصة في سجن النقب وعوفر ومعتقل "سديه تيمان" حيث يتعرض الأسرى لكل أشكال التعذيب والتنكيل ويُحرمون من أبسط مقومات الحياة وتُمارَس بحقهم سياسة التجويع، حيث نقصت أوزان غالبية الأسرى إلى النصف، كما تعرضوا للضرب المبرح طوال فترة الاعتقال، ونهش الكلاب البوليسية المتوحشة، والحرق بالنار، والتكبيل بالسلاسل والقيود لأيام طويلة، وحُرموا من الاستحمام والملابس النظيفة والأغطية والفرشات والماء الساخن.
إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي للأسرى المرضى التي تكرّس الأمراض في أجسادهم وأصابت العديد منهم بإعاقات وأمراض دائمة، بعضها خطير ترافقهم بقية حياتهم وقد تؤدي إلى الوفاة في أي وقت.
وأشار مركز فلسطين إلى أنّ سلطات الاحتلال أفرجت خلال أبريل الماضي شرق الوسطى عبر معبري كرم أبو سالم شرق رفح وكيسوفيم شرق الوسطى عن (73) معتقلًا من قطاع غزة بينهم امرأتان ممّن خضعن لسياسة الإخفاء القسري، حيث لم يكن معلومًا مصيرهنّ لحين الإفراج عنهنّ إلى مستشفى الأوروبي شرق خان يونس جنوب القطاع بحالة صحية سيئة.
ويؤكّد مركز فلسطين أنّ الاحتلال لا يزال يعتقل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف أسير من القطاع اختُطفوا خلال حرب الإبادة، ويحتجزهم الاحتلال بدافع الانتقام والمساومة عليهم في أي صفقة قادمة.
الاعتداء على قادة الأسرى
واتهم مركز فلسطين الاحتلال بمحاولة اغتيال عدد من قادة الحركة الأسيرة والذين يُصنّفهم بالخطيرين لكي لا يضطر إلى إطلاق سراحهم خلال صفقة تبادل محتملة ممكن أن تتم في أي لحظة مع المقاومة، حيث تعرض عدد من قيادات الحركة الأسيرة خلال الفترة الماضية لمحاولات قتل واضحة عبر التنكيل القاسي الذي تعرضوا له داخل السجون، وفي مقدّمتهم صاحب أكبر حكم في تاريخ السجون الأسير "عبد الله البرغوثي"، حيث تقتحم قوات القمع زنزانته يوميًا وتعتدي عليه بالضرب المبرح ولساعات طويلة مما أدى لكسور في أضلاعه لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الحركة، كما يدخل الاحتلال الكلاب البوليسية المتوحشة إلى زنزانته لتنهش جسده، وقد نقص وزنه حتى أصبح لا يتجاوز 70 كيلوغرامًا.
كذلك تعرض الأسير القيادي "حسن سلامة" لتعذيب مماثل داخل زنازين العزل الانفرادي بسجن مجدو، علاوة على فرض سياسة التجويع بحقه وحرمانه من الطعام ما أدى إلى تراجع حاد في وضعه الصحي وتساقطت أسنانه وانخفض وزنه إلى 62 كيلوغرامًا فقط، وبدأ يعاني من هزال شديد وصداع دائم.
بينما تعرض القائد الأسير "عباس السيد" أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال في عزل سجن ريمون لتعذيب جسدي عنيف، حيث يتم تقييده والاعتداء عليه بالضرب، إضافة إلى سياسة تجويع متعمدة، ما أدى إلى انخفاض وزنه إلى 55 كيلوغرامًا فقط.
كذلك الأسير القائد "محمد جمال النتشة" (67 عامًا) من الخليل، تعرّض لمحاولة قتل وتصفيه من خلال الاعتداء الوحشي والتعذيب الشديد، مما أدى إلى إصابته بنزيف دماغي ودخل في حالة غيبوبة.
والأسير "معمر شحرور" المعتقل منذ 23 عامًا ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد 29 مرة، تعرض لانتهاكات مماثلة في زنازين العزل الانفرادي بسجن مجدو، وتعتدي عليه وحدات الاحتلال الخاصة بشكل شبه يومي بالضرب المبرح على جميع أنحاء جسده لإيقاع أكبر أذى ممكن، وقد وصل وزنه إلى 55 كيلوغرامًا فقط.