محمد صالح : أسير بالشظايا وأمل بالحرية
تقرير/ إعلام الأسرى

ينتهج الاحتلال سياسة توقيف الأسرى دون النطق بحكم واضح بحقهم لسنوات، وقد تصاعد هذا الإجراء بشكل ممنهج منذ حرب السابع من أكتوبر، فبعض الأسرى خضع لما يزيد عن ٣٠ محاكمة تشتمل على تنقلات من وإلى مراكز التحقيق وما يتخللها من ضرب واعتداء على الأسرى والتنكيل الوحشي بهم، وهو ما يدركه أهالي الأسرى جيداً.  

انتظار انتهاء فترة التحقيق هي من أفظع التجارب التي يخوضها الأسير رفقة ذويه، لكنه كما يصفه غالبية أهالي الأسرى هينٌ إن كان محامي أسيرهم يطمئنهم بأنه لن يخضع للملف الإداري وسيحصل على حكم فعلي.  

الأسير محمد عدنان عبد الله صالح(٢١عاماً) من طولكرم، أحد هؤلاء الأسرى الذي ذاب قلب ذويه كمداً عليه وعلى أخباره وانتهاء فترة محاكمته في الوقت الذي تتخوف فيه العائلة من أن يصدر بحقه حكم لسنوات طويلة قد تصل ل10 سنوات.  

الأسير محمد صالح قصة من الانتظار والإهمال الطبي والإصابة والحياة الغضة التي لم تكن رفقة ذويه بقدر ما كانت رفقة وطنه وربوعه وجباله، يتحدث مكتب إعلام الأسرى إلى عائلة الأسير محمد صالح وتحديداً إلى شقيقته ووالدته، لعرض جزئية معاناته من ملف طبي وإصابة تخشى العائلة من آثارها في ضوء كل ما يحدث في سجون الاحتلال.  

تقول شقيقته" اعتقل محمد بتاريخ ٨/٦/٢٠٢٤، ومنذ عام وشهرين وهو يخضع للمحاكم والتحقيق، ولا نعلم عنه الأخبار منذ الحرب الأخيرة على غزة، باستثناء مكان سجنه".  

يقبع الأسير محمد صالح في سجن مجدو منذ إنهاء فترة التحقيق معه في الجلمة والتي استمرت ل٧٥ يوماً، ولا تتوفر أي معلومة تطمئن عائلته، تعلق شقيقته على ذلك وتقول" منذ فترة خرج أسير محرر رأى شقيقي في الأسر وأكد لنا انه وحين يعاني من آلام تعمد إدارة السجن لإعطائه الأكامول فقط".  

الأسير محمد صالح نجا من عدة محاولات اغتيال على يد قوات الاحتلال كادت أن تودي بحياته، وعاش شطراً منها مطارداً حتى تمكن الاحتلال وبفعل استخباراته من اعتقاله في نهاية المطاف، تقول شقيقته" اعتقل على يد قوات خاصة بعد مطاردة طويلة ونجاة من الموت المحقق، وقد تعرض في إحداها لإصابات بالغة نتيجة انفجار طائرة درون بجواره، ما أدى لإصابته بشظايا بالغة".  

تعرض الأسير محمد صالح على إثر هذا الانفجار إلى إصابات في الرئة وفي الرأس وفي القدم من آثار الشظايا، وقد استقرت في أماكنها في جسده وأبلغه الأطباء أن إخراجها قد يشكل خطراً بالغاً على حياته وبأنه عليه أن يتعايش معها ومع مسكنات للألم.  

ترصد عائلته أخبار الأسرى جيداً وتخشى من وضعه الصحي تقول والدته" لم يعد هناك مكان للفرح في البيت منذ غيابه، لن أوفيه حقه لو تحدثت عنه حتى الصباح"، وتؤكد عائلة الأسير محمد صالح بأنه كان ضحكة البيت وروح المنزل، ولم يزرهم الفرح منذ اعتقاله حتى أن شقيقه الأكبر يرفض إقامة حفل زفافه حتى يعود شقيقه حراً.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020