من داخل سجن النقب.. شهادات توثق التجويع والإهمال والتنكيل اليومي بالأسرى
رام الله – مكتب إعلام الأسرى

روى الأسير عمرو محمد منصور (38 عاما) من بلدة بيتونيا/ رام الله، والمعتقل إداريا منذ 28 كانون الثاني/ يناير 2025  تفاصيل معاناته داخل سجن النقب الصحراوي مشيرا إلى أوضاع صحية ومعيشية صعبة في ظل سياسة ممنهجة من إدارة السجون تقوم على التجويع والتنكيل والإهمال الطبي بحق الأسرى.

وأوضح الأسير أنه جرى تحويله للاعتقال الإداري دون تحقيق أو معرفة أسباب اعتقاله، وتم تمديد فترة احتجازه مرتين (6 أشهر)، دون أن يتسلم قرار التثبيت الأخير.

يعاني الأسير من مرض الشقيقة ويصاب بنوبات متكررة داخل السجن، بالإضافة إلى إصابته بمرض "الإسكابيوس" وظهور دمامل على جسده، ورغم علم إدارة السجن بحالته إلا أنه لا يتلقى أي علاج، وحتى عند نقله إلى العيادة يتم تسجيل اسمه فقط دون تقديم رعاية طبية فعلية.

وحول أوضاع السجن العامة أكد منصور أن الظروف باتت غير مسبوقة، حيث تسود حالة من الرعب والخوف نتيجة التنقلات المستمرة وانعدام الاستقرار إلى جانب المعاملة المهينة، والتفتيشات المذلة، وتقييد الأيدي للخلف، وإجبار الأسرى على الركوع أثناء العد أو التفتيش.

كما تقلصت كميات الطعام إلى الحد الأدنى، مع انعدام النظافة والاكتظاظ الشديد داخل الغرف التي تحولت فعليا إلى زنازين.

وتابع أن كل غرفة تضم بين 10 إلى 12 أسيرا مع قلة الأغطية والملابس وغياب المستلزمات الأساسية، فيما تُمنح "الفورة" مرة واحدة كل أسبوع أو أسبوعين ولمدة 15–30 دقيقة فقط وهي بالكاد تكفي للاستحمام.

وبين أن الطعام المقدم غير كاف وأحيانا غير صالح للاستهلاك ما أدى إلى فقدان معظم الأسرى من 20 إلى 30 كيلوغراما من أوزانهم، إضافة إلى انعدام السكر، الملح، الشاي، القهوة، السجائر، الأدوية، المعلبات، وحتى الماء الساخن داخل الأقسام.

مكتب إعلام الأسرى يؤكد أن ما كشفه الأسير عمرو منصور يعكس جانبا صغيرا من جحيم سجون الاحتلال وخاصة سجن النقب الصحراوي الذي تحول إلى مسرح لجرائم التجويع والإهمال الطبي الممنهج.  

إن حرمان الأسرى من الطعام الكافي والعلاج والماء والملابس يعد جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف، ويستوجب تحركا عاجلا من المؤسسات الدولية لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد حياة المئات خلف القضبان.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020