منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الشامل، لم يسلم أحد من آلة القمع والاعتقال، فحتى النساء الحوامل وجدن أنفسهن داخل الزنازين، محرومات من أبسط حقوقهن الصحية والإنسانية، يتقاسمن مع أجنّتهن مرارة الأسر والجوع والحرمان.
في سجن "الدامون" تقبع اليوم أسيرتان فلسطينيتان في شهرهن الخامس من الحمل في ظروف احتجاز قاسية تكشف الوجه الأكثر وحشية لسياسة الاحتلال تجاه الأسيرات.
رغم كل المناشدات والتحذيرات تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 37 أسيرة فلسطينية داخل سجن "الدامون"، بينهن الأسيرتان الحاملان ريماء بلوي (31 عامًا) من طولكرم، وزهراء الكوازبة (37 عامًا) من بيت لحم، واللتان تواجهان ظروفًا معيشية وصحية بالغة القسوة، دون أي اعتبار لخصوصيتهن كأمهات حوامل بحاجة للرعاية والعناية الطبية والغذائية.
تم اعتقال الأسيرة ريماء بلوي، وهي أم لطفلتين، في فبراير 2025 من منزلها بتهمة "التحريض"، فيما اعتقلت الأسيرة زهراء الكوازبة، وهي أم لثلاثة أطفال على حاجز نصبته قوات الاحتلال أثناء عودتها من أريحا في مطلع أبريل 2025. وقد تم تمديد اعتقالهما عدة مرات، ومن المقرر أن تعقد جلسة محاكمة جديدة لبلوي في 15 يونيو المقبل، فيما ستعرض الكوازبة أمام المحكمة في 18 مايو 2025.
الأسيرتان لا تواجهن فقط ألم الاعتقال والبعد عن الأبناء، إنما تكابدان آلاما جسدية خطيرة حيث تعاني ريماء بلوي من مرض الثلاسيميا مما يضاعف خطر تدهور حالتها الصحية داخل الأسر، بينما تعاني زهراء الكوازبة من مشاكل عصبية وتحتاج إلى متابعة طبية دائمة، وهو ما لا يتوفر إطلاقا داخل سجون الاحتلال.
في ظل هذه الظروف الخطيرة، تناشد عائلات الأسيرتين بلوي والكوازبة كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل من أجل الضغط للإفراج الفوري عنهما، قبل أن تتحول معاناتهما إلى كارثة إنسانية تهدد حياتهما وحياة جنينيهما.
ويؤكد مكتب إعلام الأسرى أن استمرار اعتقالهن في ظل انعدام الرعاية الطبية يشكل جريمة إضافية بحق الإنسانية ويستدعي تحركا عاجلا من كل الأحرار في العالم.