أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي تنفيذ حملات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامنًا مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (460) حالة اعتقال خلال شهر أيار/ مايو.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية مايو في الضفة الغربية والقدس، وصل إلى أكثر من (17000) حالة، طالت (545) امرأة وفتاة، وحوالي (1360) طفلًا، وآلافًا من الأسرى المحررين، وعددًا من نواب المجلس التشريعي. فيما اعتقلت قوات الاحتلال خلال مايو الماضي (460) مواطنًا، بينهم (24) سيدة وفتاة، و(29) قاصرًا، وارتقى خمسة شهداء في سجون الاحتلال، بينهم أربعة من قطاع غزة.
كما أصدرت محكمة الاحتلال أحكامًا بالسجن المؤبد مدى الحياة بحق الأسيرين "صقر أكرم الشنتير" و"محمد مصطفى الشنتير" من مدينة الخليل، بعد أن وجهت لهما تهمة إطلاق النار تجاه المستوطنين، ما أدى إلى مقتل مستوطِنة وإصابة آخر بجراح خطيرة، وهما معتقلان منذ أغسطس 2023.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال صعّد خلال مايو من استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال، حيث بلغ عدد المعتقلين القاصرين خلال الشهر (29) طفلًا، أصغرهم ثلاثة أطفال بعمر 10 سنوات، وهم: عرفات مفيد حنيني، والشقيقان سند وبراء الحاج محمد، وقد تم اعتقالهم من منازلهم في بلدة بيت دجن شرق نابلس.
فيما كثف الاحتلال من استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات، حيث بلغت حالات الاعتقال بينهن (24) حالة، إذ نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات لعدد من محلات الصرافة والذهب في الضفة المحتلة، واعتقلت كافة الموظفين الذين يعملون فيها بعد مصادرة مقتنياتها، بينهم عدد من الفتيات، وهن: زهوة وليد حالوب، وسارة الهمشري، وآلاء الهمشري، وجميعهن من طولكرم، إضافة إلى اعتقال أنهار محمد عبد الجواد من قلقيلية، والفتاة آلاء أبو دية من الخليل، والفتاة ربى الهمشري من نابلس، وفتاتين من جنين.
كما اعتقلت عددًا من أهالي من تسميهم "مطلوبين" للضغط عليهم لتسليم أنفسهم، استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي، حيث اعتقلت زوجة المطارد "محمود الفسفوس" عقب مداهمة منزل العائلة في دورا جنوب الخليل، كما اعتقلت والدة المطارد "عبد الكريم صنوبر" وشقيقته وخالته، واعتقلت زوجة الأسير "بدر عرموش" من بيتونيا في رام الله.
كذلك اعتقلت السيدة "سناء سلامة"، زوجة شهيد الحركة الأسيرة "وليد دقة"، من باقة الغربية في الداخل المحتل، خلال وجودها في القدس، ومددت اعتقالها بعد تحريض من المتطرف بن غفير، وأعادت اعتقال الأسيرة المحررة في صفقة التبادل "ياسمين شعبان" من جنين، كما اعتقلت المحامية "بنان أبو الهيجا"، ابنة الأسير "جمال أبو الهيجا"، وجرى تحويلها للاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر.
بينما اعتقلت الصحفية المقدسية "ثروت أبو شقرا" خلال عملها في منطقة جبل الزيتون بالقدس وأفرج عنها بعد التحقيق لساعات، واعتقلت الصحفية "حنين قواريق" من نابلس وأفرج عنها بعد تسعة أيام من الاعتقال.
كما اعتُقلت الدكتورة "انتصار العواودة" من مدينة دورا جنوب الخليل، ونُقلت إلى المسكوبية للتحقيق، واعتُقلت الطبيبة "شيماء إبراهيم أبو غالي" من جنين، وتم تحويلها للاعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر. كما تم اعتقال المرابطتين "مادلين عيسى" من كفر قاسم في الداخل المحتل، والمقدسية "فاطمة خضر" وأُبعدت عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، واعتُقلت الفتاة "ديالا غالب مزيد" من بلدة عنبتا في طولكرم، والمواطنة "فاطمة أبو نعيم" من قرية المغير شمال رام الله.
وقد ارتفع عدد الأسيرات مؤخرًا إلى (47) أسيرة، بينهن طفلة، وأسيرتان حاملتان، وأسيرتان مصابتان بالسرطان، و(8) أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري.
محررو الصفقة
وكشف مركز فلسطين أن الاحتلال صعّد خلال مايو الماضي من استهداف الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل الأخيرة، باقتحام منازلهم واستدعائهم للتحقيق واعتقال العديد منهم. حيث أعادت اعتقال المحرر "وائل الجاغوب" من نابلس، وحولته للإداري، وكذلك المحرر "عبد الرحمن برقان" من الخليل، والمحرر "سلامة قطاوي" من بيرزيت الذي أفرج عنه بعد التحقيق. كما أعيد اعتقال المحررة "ياسمين شعبان" من جنين وحُولت للإداري، واعتُقل المحررون "سائد الفايد"، و"إبراهيم عطية"، و"سعيد ذياب"، و"مهدي عكاس"، و"حمزة شريم". كذلك تم اقتحام منازل الأسرى المحررين "إياد أبو شخيدم"، و"تامر الرجبي"، و"علي الرجبي"، و"عماد نيروخ" المبعد.
استشهاد 5 أسرى
أوضح مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال مايو الماضي إلى (307) شهداء، بارتقاء خمسة شهداء جدد داخل سجون الاحتلال، بينهم أربعة من قطاع غزة. وقد كشف الاحتلال عن استشهادهم في فترات مختلفة نتيجة التعذيب، وهم:
أيمن عبد الهادي قديح (56 عامًا): اُعتقل في 7 أكتوبر 2023، واستُشهد بعد خمسة أيام نتيجة التعذيب.
بلال طلال سلامة (24 عامًا): اُعتقل في مارس 2024 خلال نزوحه من خانيونس، واستُشهد في أغسطس من العام نفسه.
محمد إسماعيل الأسطل (46 عامًا): اُعتقل في فبراير 2024، واستُشهد في 2 مايو 2025.
عمرو حاتم عودة (33 عامًا): اُعتقل برفقة أفراد من عائلته بتاريخ 7/12/2023، واستُشهد بعد أسبوع من اعتقاله داخل معسكر "سديه تيمان"، نتيجة التعذيب، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
أما الشهيد الخامس، فهو من سكان مدينة جنين، وهو الأسير محيي الدين فهمي نجم (60 عامًا)، أسير سابق أمضى ما مجموعه 19 عامًا في سجون الاحتلال، وأُعيد اعتقاله إداريًا في أغسطس 2023. ونتيجة الإهمال الطبي، تدهورت حالته داخل سجن النقب، ونُقل إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي حيث فارق الحياة، وهو متزوج وأب لستة أبناء.
وبذلك، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 7 أكتوبر إلى (70) أسيرًا، منهم (44) شهيدًا من غزة.
الأوامر الإدارية
أشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال مايو ارتكاب جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث أصدرت نحو (755) قرارًا إداريًا بين جديد وتجديد، دون توجيه أي تهم، من بينها (5) قرارات بحق أسيرات، أبرزها:
تجديد الاعتقال الإداري للأسيرة ربى فراس، الطالبة في جامعة بيرزيت، للمرة الثانية.
تجديد الاعتقال الإداري للأسير المصاب بالسرطان محمد خضيرات من الخليل، للمرة الثالثة.
تجديد الاعتقال الإداري للأسير المصاب بالسرطان عمرو أبو هليل من دورا جنوب الخليل، للمرة الرابعة لمدة أربعة أشهر، رغم حالته الصحية الصعبة.
وقد صعّدت سلطات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر من إصدار الأوامر الإدارية بحق كافة الفئات، بما فيها الأطفال والنساء والصحفيين والأسرى المحررين والناشطين والنواب، حتى وصل عدد الأسرى الإداريين حتى نهاية مايو الماضي إلى حوالي (3600) أسير، وهو ما يمثل 36% من إجمالي عدد الأسرى البالغ (10100) أسير.
معتقلو غزة
أكد مركز فلسطين أن الاحتلال أفرج خلال مايو عن (72) معتقلًا من غزة على دفعات، بعد شهور من الاعتقال، وهم جميعًا في حالة صحية سيئة نتيجة التعذيب والتنكيل والتحقيق القاسي، وظروف الاحتجاز المُذلّة في معتقلات الاحتلال، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، أحدهم بُترت قدمه نتيجة إصابته بالرصاص.
في المقابل، واصل الاحتلال اعتقال المواطنين من مراكز الإيواء والممرات التي يزعم أنها آمنة، حيث اعتقل أكثر من (700) مواطن بعد اقتحام مدرسة تؤوي نازحين شمال القطاع، واعتقل كافة الرجال بعد إخراج النساء، ونقلهم للتحقيق.
كما اختطفت وحدات خاصة الطفل محمد سرحان (12 عامًا) ووالدته، بعد أن أعدمت والده أحمد سرحان، إثر تسللها إلى منطقة جورة العقاد وسط خانيونس، وأفرجت عن الطفل في اليوم التالي، وأبقت على اعتقال والدته.
تواصل سلطات الاحتلال التنكيل بالأسرى من قطاع غزة، الذين اعتُقلوا خلال الحرب، في سجون ومعتقلات مستحدثة، وسط ظروف قاسية وحرمان من أبسط مقومات الحياة، مع ممارسة سياسة التجويع والإهمال الطبي بحقهم.