الأسير القائد محمد الحمامي: مؤبد طويل وظروف صحية مجهولة
تقرير/ إعلام الأسرى

كل شباب البلاد تحمل هم الأرض مبكراً، تمارس واجب النضال دون أن تفكر في سطور المستقبل، وتلتحق بالميدان أملاً في حرية بلادها وترابها، يشقون طريقهم من أجل أن يمارس الشعب الفلسطيني حقه في الحياة، حتى تغيب أسماؤهم خلف قضبان السجون، بعد أن قدموا الغالي والنفيس من أعمارهم في سبيل قضاياهم ومبدأ النضال مقابل الحرية، وتمر بهم عجلة سنوات الأسر بكل ما تحمل من تنقلات بين السجون لا يعلم مدى أوجاعها إلا الأسير، وأحكامٍ مؤبدة لا يعيش مرارتها إلا أصحابها، وملفاتٌ صحية مهملة فقط أصحاب الألم هم من يحملونها هماً آخر فوق هم اعتقالهم.

الأسير محمد زكرياحمامي(46عاماً) سكان الجبل الشمالي في مدينة نابلس، أحد الشبان الفلسطينيين الذين صنعوا ذواتهم بكفاحهم، عصاميٌ قاد مستقبله ولم يقف مكتوف الأيدي أمام عذابات شعبه، حتى أضحى اليوم أسيراً يواجه حكماً بالسجن المؤبد، وتحرم عائلته حق معرفة أخباره الصحية والاعتقالية، ويواجه هو اعتقاله بمسيرة تعليمية لم تقف عذابات السجن في طريقها.

مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى شقيقة الأسير حمامي للوقوف على مسيرة حياته الاعتقالية والإنسانية والصحية ضمن سلسلة من التقارير تتعرض لقصص الأسرى أصحاب المؤبدات والملفات الصحية والعزل الانفرادي، وإجراءات إدارة السجون بحقهم من تنكيل وتجويع وضربٍ وإهانة.

تعرض شقيقة الأسير العصامي محمد الحمامي في حديثها لمكتب إعلام الأسرى تاريخ اعتقالاته في سجون الاحتلال، تقول" اعتقل محمد في أول مرة بتاريخ 1/9/1998، في هذا الاعتقال استطاع أن يحصل على شهادة الثانوية العامة من داخل سجنه، وتحرر منه بتاريخ 26/6/2002، التحق في ذلك الوقت بجهاز الاستخبارات في السلطة الفلسطينية، واستكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة".

خلال اجتياح الاحتلال لمدينة نابلس، كان الأسير الحمامي على رأس عمله بزيه العسكري، ودافع عن البلدة القديمة وشارك في المقاومة، حتى تمكن الاحتلال من اعتقاله بزيه العسكري بتاريخ 5/4/2002، ونال حريته من هذا الاعتقال بتاريخ 4/10/2002.

تواصل شقيقته حديثها عن اعتقاله الثالث وتقول" الاعتقال الثالث هو الاعتقال الحالي لشقيقي محمد، بتاريخ 15/1/2004، اعتقله الاحتلال في أعقاب عملية سوق الكرمل، فهو كان أحد أبطال مجموعة هذه العملية، التي تركت بصمة موجعة لدى الاحتلال، ولا زال معتقلاً على إثرها حتى هذا اليوم".

عملية سوق الركمل التي حدثت بتاريخ 1/11/2004، أسفرت عن مقتل 4 من جانب الاحتلال وإصابة قرابة 40 آخرين، وكان محمد من ضمن أركانها علاوة على أسرى آخرين دفعوا من أعمارهم أحكاماً بالسجن المؤبد كذلك، ووصفت هذه العملية بالجحيم الذي فتح على الاحتلال، وصدر حكم بالسجن المؤبد 3 مرات لقاء ذلك بحق الأسير محمد.

وعن مسيرته التعليمية، تروي شقيقته" في اعتقاله الحالي استطاع الأسير حمامي إكمال دراسة درجة البكالوريوس، وتفرغ لتعليم الخط والتجويد، فكان من أبرز من يعلم تجويد كتاب الله بين الأسرى في سون الاحتلال، واستطاع كذلك أن يلتحق ببرنامج الماجستير، لكن حرب السابع من أكتوبر وما حدث لاحقاً حال دو إكمال دراسته في هذا الجانب".

تؤكد شقيقة الأسير حمامي على أنه إنسان صاحب شخصية عصامية يخدم نفسه بنفسه، وصنع مستقبله بيديه، كان من أوائل الشباب الناشئين الذي افتتحوا محلاً للحاسوب والإنترنت في منطقته، وهو شخصية هادئة وعقلانية، انخرط في عمرٍ غض في شؤون وهموم وطنه، محبوبٌ بين عائلته التي تفتقده، وشقيقه الأصغر وأختيه.

فقد الأسير الحمامي والده مبكراً فكان هو المسؤول عن عائلته القائم بشؤونهم والحامل لمسؤولياتهم واليوم يغيب بمسؤوليته هذه عن بيته وعن أشقائه الذين يفتقدون أخباره، حيث تؤكد شقيقته على أنها تخوض معركة شخصية لمعرفة آخر أخباره، وأوضاعه الصحية، عبر محامين وأسرى محررين ينالون حريتهم من ذات قسمه في سجن جانوت.

تصارع شقيقته أن يحصل على زيارة فقد حرم منها أكثر 3 مرات في محاولاتها مع محامين، وفي المرة الأخيرة تم إخبار المحامي بأنه محجور ولا تعرف العائلة إن كان مريضاً أو أحد آخر بقسمه مريض، لكن تتوقع أنه بسبب مرض سكابيوس، ويعاني الأسير حمامي من ضعف في النظر وتخشى شقيقته أن يكون فقد نظارته الطبية، ومنذ حوالي 4 أشهر تعلم عائلته بأنه يعاني من التهاب وتقرحات في اللثة وآلام في أسنانه وآلام في المعدة وقرحة كذلك، تتوقع أنها بسسب قلة الطعام والسوائل، وتحاول عن طريق مؤسسات حقوقية معرفة أوضاعه الصحية الأخيرة، وبسبب التنقلات بين السجون تغيب أخباره، وبسبب تكتم الأسرى على أخبارهم بشكل شخصي حتى لا يثيرو قلق عائلاتهم، ومنع المحامين من زيارتهم بشكل منتظم، لا تعلم عائلته الشيء الكير عن أخباره الصحية.

في إحدى الزيارة علمت شقيقته أنه تعرض للضرب، وتقول" أوضاع ما قبل 7 أكتوبر كانت تتضمن تقديم نوع معين من العلاج، لكن ما بعد ذلك لا يتم تقديم علاج للأسرى، اليوم نجهل حقيقة ملفه الطبي ونحاول عبر محامين ملاحقة ذلك،  والحصول على إجابات حول ما يحد في اعتقاله الحالي حتى نتمكن من تقديم طلب لعلاجه والاطمئنان عليه ولو قليلاً.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020