لا تزال قضية قطع رواتب الأسرى حاضرة في الشارع الفلسطيني، تؤرق أهالي الأسرى الذين أخذوا على عاتقهم تنظيم وقفاتٍ احتجاجية للمطالبة بصرف رواتب نحو (1615) أسيرًا تم قطع رواتبهم دون وجود سبب محدد.
وقد نظّم أهالي الأسرى في الأيام الماضية وقفاتٍ احتجاجية في عدد من المدن الفلسطينية، حاملين صور أبنائهم الأسرى، فيما رفع الأطفال صورًا رمزية تعبّر عن معاناتهم، خاصة وأن عددًا كبيرًا من هؤلاء الأسرى هم المعيلون الوحيدون لأسرهم، ما يترك الأمهات حائرات أمام متطلبات الحياة اليومية.
يؤكد أهالي الأسرى أن راتب الأسير ليس منّة من أحد، بل هو حقٌّ واجبٌ للأسير وعائلته.
سياسة قطع الرواتب طالت أسرى قياديين أفنوا أعمارهم في سجون الاحتلال، بينهم عدد كبير من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى أسرى إداريين، ما جعل عائلاتهم محرومة من هذا الحقّ دون مبرر واضح.
ويواصل مكتب إعلام الأسرى عرض نماذج لأسرى يعانون من سياسة قطع الرواتب بغير وجه حق.
تؤكد عائلة الأسير عمر عبد الجليل العبد (27 عامًا) من بلدة كوبر شمال رام الله، أن نجلهم لم يتلقَّ راتبًا منذ اعتقاله قبل تسع سنوات، وهو المحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات.
تقول العائلة: “يعاني والد عمر من تشمع الكبد، ولديه ابنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن والدته لم تعد تقوى على السير وتحتاج إلى عمليات في ظهرها نتيجة إصابتها بالديسك، إلى جانب عمليات سابقة أجرتها.” وتضيف أن عمر قدّم الكثير لبلاده، ولا تعرف العائلة سبب قطع راتبه، مؤكدة أن هذا الحق ليس منّة من أحد، بل واجبٌ عليه.
أما الأسير الإداري منتصر بلال عجاج (33 عامًا) من بلدة صيدا قضاء طولكرم، فقد تم قطع راتبه منذ شهر شباط الماضي.
تقول عائلته: “منتصر هو المعيل الوحيد للعائلة، ولا مصدر دخل آخر لنا غير راتبه. لديه ابنتان، ريم (4 سنوات) وريتـال (سنتان)، ولم يرَ ريتال حتى الآن لأنها وُلدت خلال فترة اعتقاله.” وتؤكد العائلة أن الراتب حقٌّ لا يجوز المساس به.
الأسير القيادي جمال عبد الفتاح الهور (55 عامًا) من بلدة صوريف قضاء الخليل، معتقل منذ 10/4/1997، ومحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات إضافة إلى 18 عامًا أخرى. ورغم تاريخه النضالي الطويل، كان من أوائل الأسرى الذين تم قطع رواتبهم دون سبب يُذكر.
كما تعاني عائلة الأسير مصطفى توفيق عوض (49 عامًا) من قرية رامين قضاء طولكرم من السياسة ذاتها، إذ تؤكد العائلة أنه معتقل منذ 25/5/2024، وأن راتبه مقطوع منذ شهر أيار الماضي، رغم أنه أمضى ما مجموعه عشر سنوات في سجون الاحتلال على فترات متفرقة.
وتم أيضًا قطع راتب الأسير معاذ صالح حامد (37 عامًا) من بلدة سلواد قضاء رام الله، المحكوم بالسجن المؤبد مرتين، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون و90 ألف شيقل.الأسير معتقل منذ عام 2022، وأمضى سابقًا 13 عامًا متفرقة في سجون الاحتلال، دون أن تتمكن عائلته من معرفة سبب قطع راتبه.
المحرر جمال عبد الله حدايدة من مخيم طولكرم، نال حريته قبل أسبوعين بعد أن فقد 50 كيلوغرامًا من وزنه خلال الاعتقال، وقد تم قطع راتبه لمدة سبعة شهور دون مبرر.
حدايدة أسير سابق أمضى 18 عامًا في سجون الاحتلال، ويعاني من أمراض مزمنة أبرزها السكري والضغط، وفق ما تؤكده عائلته.
ويُحرم كذلك الأسيران مهند طلال شريم (50 عامًا) من طولكرم، وأمجد أحمد عبيدي (56 عامًا) من جنين، وكلاهما من أصحاب الأحكام المؤبدة، من حقهما في الراتب.
الأسير مهند شريم معتقل منذ عام 2022 ومحكوم بالسجن المؤبد 29 مرة و20 عامًا، بينما الأسير أمجد عبيدي معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالمؤبد 23 مرة و50 عامًا إضافية.